ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مفهوم الشخص من منظور فلسفي

اذهب الى الأسفل

مفهوم الشخص من منظور فلسفي Empty مفهوم الشخص من منظور فلسفي

مُساهمة من طرف النبراس 25/1/2010, 02:29

مفهوم الشخص من منظور فلسفي

مدخل:

يحيل مفهوم الشخص في اللسان العربي على معاني البروز والظهور والعظمة، أما في الحقل الفرنسي؛ فإن كلمة Personne مشتقة من كلمة Persona اللاثينة التي تعني القناع الذي يضعه الممثل على وجهه حتى يتقمص الدور المسند له.
إذن فكلمة شخص ترتبط أحيانا بالقناع الذي يختفي وراءه الإنسان، مما يجعل هذا اللفظ مرادفا لما هو بعيد عن الواقع. كما يشير معنى الشخص أيضا إلى الذات الإنسانية ككينونة مسؤولة أخلاقيا وقانونيا واجتماعيا عن كل ما يصدر عنها من أفعال.
إذن، وأمام هذا التنوع الواضح في تحديد المعنى الدلالي لمفهوم الشخص، يمكننا الإفصاح عن الطبيعة الإشكالية لهذا المفهوم كالتالي:
هل الهوية الإنسانية ثابتة أم متغيرة؟ وما هو الأساس الذي تقوم عليه؟ كيف تتحدد قيمة الشخص، هل باعتباره ذاتا في تعامله مع الآخرين أم معزولة ومتعارضة معهم؟ هل الشخص ذات حرة فيما يصدر عنها من أفعال أم أن هناك حتميات تبقي حريته مشروطة بها؟

محور: الشخص والهوية


الإطار الإشكالي:


يتعرف كل شخص على ذاته ويدركها بوصفها " أنا" تميزه عن غيره وتكسبه ماهيته وهويته رغم ما يعتريه من تغيرات، لكن تحديد أساس هوية الشخص اختلف في شأنه الفلاسفة مما يدفعنا إلى صوغ الاستفهام التالي:
ما هو الأساس الذي تقوم عليه هوية الشخص؟ هل الهوية الإنسانية ثابتة أم متغيرة؟

موقف ديكارت


يذهب ديكارت إلى تأكيد أهمية الفكر في بناء الشخصية وفهم حقيقتها، فالفكر صفة تخص الذات الإنسانية وهي وحدها لصيقة بها. إن التفكير هو شرط الوجود.
إذن فأساس هوية الشخص هو التفكير الذي يعتبر مناسبة لحضور الذات أمام نفسها وإدراكها إدراكا مباشرا لكل ما يصدر عنها من أفعال والتي تبقى رغم تعددها واحدة وثابتة.
إن ديكارت يؤكد ذلك من خلال عبارة الكوجيتو " أنا أفكر إذن فأنا موجود "، إذ حاول اشتقاق وجود الأنا من شيء آخر أو ردها إلى شيء آخر هو الفكر، وأيا كان الأمر فجميع الأفعال التي يمكن أن تصدر عن الإنسان من تصور وتخيل وشك … هي كلها أفعال التفكير التأملي، إذن فألانا تتمتع عند ديكارت بهوية ثابتة رغم هذا التعدد.
غير أننا نعثر على ديكارت هنا يحصر مهمة الشخص فقط في بعد واحد من أبعاده الأساسية وهي التفكير، فالتفكير ممارسة تأملية تصدر عن الشخص، لكن هذه الممارسة لا تميزه بصفة مطلقة.. وهذا ما دفع كانط مثلا إلى اعتبار أن الوعي يكسب الإنسان قيمة داخل نظام الطبيعة، لكنه لا يسمو به إلى مرتبة الشخص. فالكوجيتو الديكارتي رغم أهميته يبقى في نظر كانط قاصرا في تحديد الماهية الحيقيقة للشخص بتهميشه للبعد الأخلاقي.


موقف جون لوك


يعطي جون لوك تعريفا للشخص باعتباره ذلك الكائن المفكر والعاقل القادر على التعقل والتأمل حيث ما كان وفي أي زمان كان ومهما تغيرت الظروف، وذلك عن طريق الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون حدوث أي تغير في جوهر الذات، فاقتران الشعور بالفكر على نحو دائم هو ما يكسب الشخص هويته ويجعله يبقى دائما هو هو، باعتباره كائنا عاقلا يتذكر أفعاله وأفكاره التي صدرت عنه في الماضي وهو نفسه الذي يدركها في الحاضر.
إن مفهوم الشخص حسب جون لوك يتخذ عنده بعدا أخلاقيا /قانونيا، فالشخص الذي يتحدث عنه لوك هو ذاك الكائن المفكر الذي يعقل ذاته وأفعاله مهما تغيرت الظروف وتوالت الأزمان، وبالتالي يكون عن طريق الوعي مسؤولا مسؤولية قانونية عن كل ما يصدر عنه من أفعال. من هنا فأساس هوية الشخص حسب جون لوك هو الشعور الذي يجعل الإنسان يدرك ذاته ويبني معرفته بذاته على نحو دائم فيصبح الشخص إثرها هو هو رغم ما يلحقه من تغير. والذاكرة التي هي امتداد للشعور عبر الزمان .


موقف شوبنهاور:


تحتل فكرة الإرادة مكانة أساسية في فلسفة شوبنهاور ومذهبه ، إذ يعتبرها الشيء الجوهري والأساسي في الإنسان ويعطيها الأولوية على العقل، لأن هذا الأخير مخلوق للإرادة كي يقوم على خدمتها وتنفيذ أوامرها ونواهيها، فالعقل هنا ليس غلا خادما للإرادة، فنحن لا نريد الشيء لأن الفكر يبرر هذه الإرادة وغنما نحن نخلق المبررات للشيء لأننا نريده، فالعقل دائما يبحث لأهواء الإرادة عن مبررات منطقية.
من هنا نجد شوبنهاور ينتقد المواقف التي تربط بين الشعور والهوية، ويعتبر أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة بوصفها نواة وجود الإنسان الذي لا يحد بالزمان، أما الشعور فهو يتجدد ويتغير بفعل الزمن، كما يمكن تعديله وتقويمه، بينما الإرادة حسب شوبنهاور ، لا يمكنها أن تتغير لأنها خاضعة للزمان وهو ما يجعل الفرد يتصرف دائما في ظروف بعينها تصرفا واحدا بعينه، أي أنه يتصرف دائما في هوية مع نفسه، فالشخص لا يستطيع أن يتغير أو يتبدل، فهو نفسه دائما ولا شيء غير ذلك، بمعنى أنه لا يستطيع أن يفعل غير ما يفعله.


محور: الشخص بوصفه قيمة


الإطار الإشكالي للمحور:


يتحدد الشخص في السياق الفلسفي باعتباره الفرد الذي تنسب له مسؤولية أفعاله الصادرة عنه، كما انه يأخذ قيمة خاصة عندما يُنظر إليه كذات واعية وحرة ومسؤولة ذات كرامة، تعي ذاتها وقيمتها الأخلاقية، من هنا نطرح السؤال التالي:
كيف تتحدد قيمة الشخص، هل باعتباره ذاتا أخلاقية في تعامله مع الآخرين أم انه ذات معزولة ومتعارضة معهم؟


موقف كانط


يذهب كانط إلى تأكيد أهمية الشخص كذات لعقل أخلاقي عملي، يعامل الآخرين لا كوسائل يحقق من ورائها أغراضه الخاصة، وإنما كغايات في ذاتها. فالإنسان يتميز داخل نظام الطبيعة عن باقي الكائنات الأخرى بامتلاكه لملكة الفهم، وقد استطاع أن يرسم لذاته غايات وأهدافا مشروطة بنداء الواجب الأخلاقي الذي مفاده " تصرف على نحو تُعامل معه الإنسانية في شخصك، كما في شخص غيرك، دائما وأبدا، كغاية وليس مجرد وسيلة بتاتا" فالإنسان يمكنه أن يتخذ من الأشياء وسائل يستخدمها لتحقيق أغراضه لكن ليس من حقه أن يعامل الأشخاص كوسائل ذاتية نفعية، لأن الإنسان أو لذات البشرية هي غاية في ذاتها وليست وسيلة لتحقيق أغراض الآخرين، وهذا ما يمنحه قيمة داخلية مطلقة ويكسبه احتراما لذاته ويمتلك بذلك كرامته الإنسانية.
إن علاقة الإنسان بعضه مع بعض يجب أن تكون قائمة على تبادل الاحترام على أساس المساواة، فاحترام الإنسان لذاته هو واجب أخلاقي وكل ابتعاد عن هذا الواجب ينزل الإنسان إلى مستوى الأشياء أو الكائنات غير العاقلة.


موقف غوسدورف:

يرى غوسدورف بأن معرفة الذات لا تتحقق بمجرد النظر على أنفسنا والتأمل فيها، إنها لا تتحقق إلا بواسطة العالم وفي العالم، لذلك نجده يقيم تقابلا بين الفرد باعتبار أن هذا الأخير يعي ذاته ويدركها كذات مستقلة عن باقي الذوات الأخرى، وبين الشخص الذي يكتمل مع الآخر ويكتسب قيمته داخل الجماعة، إنه الشخص الأخلاقي.
فالكمال الشخصي حسب غوسدورف لا يتحدد في مجال الوجود الفردي المستقل، بل يتحقق في مجال التعايش وداخل المجموعة البشرية وانفتاح الذات الفردية على الكون وتقبل الآخر.


موقف هيجل


ينهض الطرح الهيجلي على الكشف عن القيمة الأخلاقية للشخص التي لا يمكنها أن تتحقق إلا داخل حياة المجموع، فكل شخص حسب هيجل وانطلاقا من المكانة التي يحتلها داخل الجماعة التي ينتمي إليها عليه الالتزام بواجباته والقيام بدوره والمهام التي أسندت له .. إنها دعوة للانفتاح على الواقع والآخرين من خلال علاقة جدلية أساسها التأثير والتأثر ومعيارها يكمن في السلوك الأخلاقي الذي يصدر عن كل شخص امتثالا للواجب الأخلاقي.
فالشخص يكتسب قيمته الأخلاقية حسب هيجل عندما يعي ذاته وحريته وينفتح على الواقع الذي ينتمي إليه بالدخول مع الجماعة في علاقة تعاون متبادلة امتثالا للواجب .

محور: الشخص بين الضرورة والحرية


الإطار الإشكالي للمحور:


انبرت مجموعة من الدراسات الفلسفية على تناول مفهوم الشخص وتقليب الرأي فيه، ولما كان الشخص لا يمكن أن يتحقق وجوده إلا داخل علاقاته بالجماعة وبالآخرين فيمكن في هذه العلاقة أن يتعرض إلى الاستلاب والتشييء، فيبدو إثرها سجين منظومة من العلاقات تحد من آفاقه وتطلعاته، من هنا نصوغ الإشكال التالي:
هل الشخص ذات حرة فيما يصدر عنها من أفعال، أم أن هناك إشراطات وإكراهات تبقي حريته مشروطة بها؟


موقف محمد عزيز الحبابي


ينطلق محمد عزيز الحبابي من تبيان مفهوم الإنسان الذي يتحقق في نظره من خلال عملية التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص، فالذات الإنسانية حين تقوم بنشاط معين، فهي لا تقوم به إلا بعد ملاءمة الأفعال مع النوايا، وتفهم الأوضاع التي تؤهل – تقود – إلى ممارسة الفعل، وهذه كلها أفعال للوعي الإنساني الذي يستجيب إلى نداء الإنسانية حيث يضع فكره وسلوكه في خدمتها.. إنه وعي قصدي مشروط بدوافع وأسباب هي التي تحدد اختيار القيمة والغاية المقصودة التي يريد تحقيقها بعد أن حقق وجوده في مرحلة التشخصن.
فالإنسان هو الكائن الذي بلغ تشخصنه درجة من النمو تجعله يقوم بنشاط ما، يحقق نوايا ترقى إلى ابعد من الأشياء الفردية، إنه يضع معادلة بين أفعاله ونواياه..والربط بين الأجزاء والكل عمل يصدر عن وعي رابط، لأن الإنسان هو الشخص الذي وصل إلى مرحلة التفكير المنطقي وربط الأسباب بالنتائج ولديه هدف في الحياة يسعى إلى تحقيقه.
فبفضل الفعل الإرادي المستقبلي لدى الإنسان يستطيع هذا الأخير تحقيق ذاته بفضل وعيه القصدي بشروط وجوده التي تتجه به نحو إنسانيته بواسطة التشخصن. أي بتأكيد الشخص لذاته وتمركزها حول نفسها أولا، ثم خروج هذه الذات إلى العالم لكي تمارس نشاطها بفعالية داخل مواقف وقضايا يضع الإنسان فكره وسلوكه في خدمتها. إنه إذن تضامن الأنا مع "النحن"، الشيء الذي لا يجعل من الشخصانية حسب الحبابي نظاماُ فلسفياً بل فلسفة منفتحة ومناضلة. يقول
"
إننا في عالم نخلقه، ولكن كل شيء في العالم يحتم علينا أن نبدعه في حلّة جديدة ، فنحن نلاحظ العالم ثم نغيره، بل نلاحظه لنغيره. فكل نظرة نلقيها إلى العالم لهي بداية فعل جديد أو نسق تتولّد فيه أفعال أخرى. إن العالم حدث ثالث يمنعنا من أن نبقى متفرجين ، إذ يتحتّم علينا أن نكون عاملين نصنع ونصلح وننسق وننظم" .


موقف إيمانويل مونيي


يذهب مونيي إلى تأكيد أن الشخص لا يحقق وجوده مع الآخرين إلا في إطار الفعل الحر المتجدد، فحرية الشخص موجودة في ذاته وهي مشروطة بالوضع الواقعي له، وهي لا تتحقق إلا عندما يتجه الإنسان نحو التحرر في إطار التشخصن، أي الخروج بالذات من عزلتها وفرديتها والاتجاه نحو الشخص عبر الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم، وتحمل مصائرهم وآلامهم بكل كرم ومجانية.
إنها إذن حرية منظمة ومطلوبة بنداء، هو نداء الإنسانية، فالحرية الحقة حسب مونيي هي الحرية الملتزمة، لأنها تحترم الغير ومشروطة باحترام القيم. إنها موقف وقيمة.


موقف سارتر


ينطلق الفيلسوف الوجودي سارتر من تقرير أن ماهية الإنسان لا تتحدد قبل وجوده، بل يوجد أولا ثم بعد ذلك يصنع بنفسه ما يشاء، غنه مشروع يتميز بالتعالي على وضعيته لا بانغلاقه على كينونته، بل منفتحا على العالم وعلى الآخرين.
فماهية الإنسان لا تتحدد حسب سارتر إلا من خلال وجوده وحياته وأفعاله واختياراته وعلاقاته، فالإنسان يوجد أولا ويلاقي ذاته وهو غير حامل لأية صفات أو ماهية قبلية، قبلية إنه في البداية يكون لاشيء ثم يشرع في تأسيس ذاته بمقتضى مشيئته بوصفه مشروعا، إنه شخص حر ومسؤول عن أفعاله واختياراته، فهو حر حرية مطلقة غير مقيدة بموانع وإكراهات.

تمرين تطبيقي

" لا يكتسب الأشخاص قيمة ما إلا حينما يمتثلون لروح شعوبهم، وحينما يمثلونها ويحتلون مرتبة معينة داخل حياة المجموع. وإنه لحيوي جدا أن تكون تلك المرتبة نتيجة اختيار حر للفرد، إذ ينبغي أن يكون توزيع المهام التي يختارها الأفراد توزيعا شبيها بنظام الطبقات الاجتماعية. إن الخاصية الأخلاقية تكمن في تحقيق الواجبات التي تستلزم كل حالة القيام بها، وهذا ما تسهل معرفته: فالمرتبة التي يشغلها فرد ما تحدد واجباته ... لكل فرد مكانه، وهو يعرف عموما ما يميز سلوكا شريفا وممثلا للقانون ...فطبيعة العلاقات بين الأبناء والآباء تحدد ببساطة واجب السلوك امتثالا لهذه العلاقات. فإذا كنت مدينا لشخص ما بمبلغ معين، فيجب عليّ – حسب القانون- أن أتصرف امتثالا لطبيعة الموقف، وان أرجع المبلغ لصاحبه... إن عالم الواجبات يُكون هنا شكل الحياة المدنية، فالأفراد يقومون بالمهمة التي أُسندت إليهم وهم ملزمون بالقيام بالواجب. إن قيمتهم الأخلاقية تكمن في سلوكهم، امتثالا للواجب."



http://www.malak-rouhi.com/vb/t6561.html
النبراس
النبراس
مشرف
مشرف

ذكر

عدد المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 20/08/2009
العمر : 59

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى