دور مقاربة التثقيف بالنظير في تغيير السلوكيات الخطرة
صفحة 1 من اصل 1
دور مقاربة التثقيف بالنظير في تغيير السلوكيات الخطرة
حوار حي أجري مع الأستاذ إدريس القرقوري في موقع الرابطة المحمدية للعلماء
ما المقصود بمقاربة التثقيف بالنظير؟
التثقيف بالنظير هي مقاربة تشاركية تهدف إلى تغيير السلوكات الخطرة عن طريق النظير أي: الند أو الصديق أو الخل، حتى يتمكن المثقف من تغيير هذا السلوك. وعليه أن يكون منتميا إلى نفس الفئة العمرية الاجتماعية والبيئية والثقافية، وبالتالي فهو على اطلاع تام على مكونات الند الآخر.
التثقيف بالنظير في تغيير السلوكيات الخطرة فكرة ممتازة، لكن كيف السبيل إلى معرفة مؤهلات هؤلاء الأطر الذين سيقومون بعملية التثقيف، أو بعبارة أصح كيف سنثق فيما سيقدمونه من حلول لأبنائنا؟
يتم اختيار المثقف النظير بعد مجموعة من مراحل التكوين التي تؤهله لأداء مهمته في أحسن الظروف، ويتم انتقاؤه من بين الفاعلين الجمعويين التربويين الذين يتسمون بسمات حسنة منها:
أن يكون اجتماعيا، صادقا في معاملته، قدوة للآخرين، له قدرة على التأثير ... وكل هذه الصفات تتبلور من خلال التكوينات التي يحصلون عليها.
أن يكون اجتماعيا، صادقا في معاملته، قدوة للآخرين، له قدرة على التأثير ... وكل هذه الصفات تتبلور من خلال التكوينات التي يحصلون عليها.
هل التثقيف بالنظير يستند إلى مرجعية أخلاقية أو فكرية معينة؟ أو أن عملية التثقيف بالنظير لا تختلف من ثقافة لأخرى ومن حضارة لأخرى؟
وإذا كانت هناك مرجعية أخلاقية تستند عليها عملية التثقيف بالنظير فما معالمها وسماتها؟
وإذا كانت هناك مرجعية أخلاقية تستند عليها عملية التثقيف بالنظير فما معالمها وسماتها؟
إن أهداف التثقيف بالنظير بالدرجة الأولى أهداف توعوية وتثقيفية؛ تستمد مرجعياتها من مكونات المجتمع المغربي؛ الذي هو مجتمع إسلامي محافظ، له خصوصيات وتقاليد يجب المحافظة عليها، والتركيز على نقط قوتها في جميع الرسائل والسلوكات المنشودة لدى النظراء.
لماذا لا نعمل على قيام جمعيات متخصصة لمحاربة هذه الآفات الاجتماعية؟ وهل ممكن فعلا انشاء مثل هذه الجمعيات ؟
هناك مجموعة من الجمعيات في المغرب تهتم بمحاربة الآفات الاجتماعية، وعلى رأس تلك الجمعيات: العصبة المغربية لمحاربة الأمراض المنقولة جنسيا، والجمعية المغربية لمحاربة السيدا، اللتان لهما فروع في جل المدن والأقاليم المغربية. والعصبة المغربية بالخصوص لها الفضل في تفعيل مقاربة التثقيف بالنظير وتعميمها وسط الفئات المستهدفة في المجتمع، وبالخصوص في الأوساط الشبابية.
هناك عائلات كثيرة تعتقد أن مثل هذا التواصل الاجتماعي للمثقفين النظراء يجعل الشباب متفاهما أكثر مما يجب، يعني تصبح بينهم علاقات من نوع خاص. ما هو تعليقكم؟
كما سبق الإشارة إليه في السؤال السابق، فإن المثقف النظير يكون من نفس الفئة العمرية والاجتماعية والثقافية، ومن نفس الجنس. وبالتالي فالمداخلة بين النظراء تكون مستحبة، ولا يمكن أن ينشأ عنها أي نوع من العلاقات التي يمكن أن يثيرها التساؤل.
فكرة التثقيف بالنظير فكرة رائعة وجدية لكن في المقابل قد تكون لها جوانب سلبية أخرى. قد غزت كل مجال من مجالاتنا الحياتية، فهناك من يثقفون نظراءهم في مجال المخدرات والفواحش من زنا وسرقة وغيرها وهذه شبكة تتوسع يوما بعد يوما فكيف التعامل معها في ظل غياب الوسائل الكافية والضرورية لإنجاح فكرة التثقيف بالنظير الإيجابية؟
إذا انطلقنا من فكرة أن المثقف بالنظير يتميز بصفات حسنة ومحمودة داخل المجتمع، والتي تعتبر معيارا لانتقائه، فلا يمكن أن نعتبر من يؤثر سلبيا على شخص آخر، في أي مجال من مجالات الحياة، متثقفا بالنظير.
ألا تعتقد أستاذ إدريس أن الخطاب الوعظي؛ أقصد الموعظة الحسنة، التي تنطلق من كتاب ربنا العزيز الذي هو شفاء للناس... كاف لمعالجة مشاكل الشباب الاجتماعية؟
المرجعية التي تعتمد عليها هذه المقاربة هي مرجعية دينية بالأساس ونحن بلا شك ننتمي إليها. وخصوصيات هذه المقاربة هي تبسيط الموعظة حتى تكون في متناول الجميع بدون أي تعقيدات علمية.
1/ عرفت عملية التثقيف بالنظير منذ حوالي 3 سنوات على ما أعتقد وكنت من الأوائل الذين استفادوا من هذا التكوين ومن القلائل الذين تمكنوا من أن يصلوا إلى هذا المستوى، ما تفسيرك على ذلك؟
2/ يمكنك أن تعطي تفسيرا مفصلا لما هو المثقف بالنظير ودوره في المجتمع المغربي بالخصوص تغيير السلوكيات الخطرة؟
3/ ما مدى استجابة الشباب لدور مقاربة التثقيف بالنظير، من ناحية الذين استفادوا من التكوين ؟
نظرا للحاجة التي تفرضها الظروف الخاصة؛ اجتماعية وثقافية واقتصادية، والتي يعيشها الشباب المغربي كل يوم بل كل ساعة، فإرادتي الشخصية؛ وبكوني شابا مغربيا أحب وطني وأعتز به وبخصوصياته الثقافية والحضارية، فلابد أن أكون عنصرا فعالا في الرقي بهذا الوطن والدفع به نحو الأمام.
بما أنك عضو في الشبكة العالمية للأقران (YOUTH PEER) فما هي المنجزات التي قامت بها هذه الشبكة على الصعيد الوطني؟ علما أن جل اهتمامها ينصب على ما يتعلق بالشباب..و هل فكرتم في توسيع شبكة الاستفادة من الحصص التثقيفية للنظراء في ربوع المملكة من أجل الوقوف على مكمن الداء الذي ينخر العقول و الأجساد؟
أهم المنجزات التي قامت بها الشبكة هي توحيد جميع المتثقفين النظراء الشباب في نفس الإطار، بهدف اتباع منهجية واحدة وموحدة؛ وتنظيم مجموعة من التداريب الوطنية والدولية لصالحهم؛ لاكتساب تقنيات حديثة تساعدهم على تغيير السلوكات الخطرة. ويبقى توسيع هذه الشبكة رهين بمشاركة كل الفعاليات المجتمعية من ضمنها الرابطة المحمدية للعلماء، والتي سبق أن نظمت ندوة علمية في هذا الموضوع في يونيو الماضي، والتي شارك فيها أكاديميون ومتخصصون في موضوع التربية والتثقيف بالنظير.
ما هي المواصفات و العناصر التي يجب التوفر عليها التدريب على اعتماد مقاربة التثقيف بالنظير ؟
و ما هي السبل و الطرق لإنجاح هده المقاربة ؟
و ما هي السبل و الطرق لإنجاح هده المقاربة ؟
تبقى المواصفات والعناصر التي يجب أن يتوفر عليها التدريب رهينة بنوعية المتدربين، حيث تعتمد على الورشات التشاركية وأحدث تقنيات التنشيط والتواصل. و هذا يشكل بداية فقط في هذا المجال، وتبقى الاستمرارية فيه رهينة بالمواصفات الشخصية للمتثقف النظير، ومدى استيعابه لدوره في إنجاح هذه المقاربة.
الأستاذ إدريس القرقوري
• أمين نادي التواصل الاجتماعي للمثقفين النظراء بالرباط.
• عضو الشبكة العالمية للأقران؛ مكوني المثقفين النظراء
(Youth Peer)
• رئيس فرقة "ألف نون" للتنشيط الثقافي بالرباط.
• إطار وطني في تكوين مدربي ومنشطي المخيمات الصيفية.
• شارك وساهم في دورات تكوينية في مجال التثقيف بالنظير.
• الكاتب العام الوطني لجمعية المشعل للثقافة والفن، ونائب رئيس فرع الرباط، الرياض ـ أكدال.
http://www.arrabita.ma/moubachir/moubachir.aspx?L=56
مواضيع مماثلة
» «التثقيف بالنظير» ينمي المهارات ويرسخ سلوكيات سليمة بلا وعظ
» آليات التحليل البنيوي للنص السردي- مقاربة نظرية
» آليات التحليل البنيوي للنص السردي- مقاربة نظرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى