المسرح في الحياة المدرسية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسرح في الحياة المدرسية
تعريب: محمد خير الدين
«يساعد المسرح المدرس «ة» على العمل للتمكن من استيعاب اللغة الشفهية ، من خلال مقاربة شاملة لتقنيات التعبير ، مقاربة تستند لمخيال وابتكار تلامذته . بإمكان المدرس كذلك بطريقة لعبية تطبيق آخر المعارف المكتسبة(لتكسير روتين الفصل) ، استخدام لغة عرض وجهة نظر خلال لحظة ارتجال حول شخصية ، من ثم ، فإن العمل المسرحي ـ داخل الفصل ـ يمنح حزمة من التداريب التي تساعد الطفل على «التوطن» داخل جسمه».
في هذا الاتجاه يسير المقال التالي كخلاصة من كتاب عن المسرح في المدرسة (1).
اكتشاف الخشبة من قبل التلاميذ
ممارسة المسرح داخل الفصل الدراسي معناه مساعدة طفل على التغلب على خجله ، وتساعد طفلا آخر على مواجهة فردانيته ، وتمكن طفلا آخر من احتواء عنفه أو إعادة توجيه نفاد صبره وقلقه . تفترض الممارسة المسرحية انخراط الجميع من أجل النجاح المشترك مهما يكن الرهان .
في إطار عمل مسرحي داخل الفصل ، سيكون بإمكان التلاميذ الاشتغال على الأمور التالية بالاستناد إلى تقنيات مسرحية :
- أن يتم فهمه من طرف الفريق (التلفظ بوضوح) ، أن يسمعه المشاركون جيدا (رفع الصوت) ، الظهور للعيان (عدم التستر) .
- جعل شخصيته وخطابه بارزين (الاشتغال على النبرة الصوتية ، تعبيرات الوجه ، الجانب البدني ، إلخ).
- بناء الخطاب ، إبراز المساحة فوق الخشبة ، بناء العملية الارتجالية للتعبير عن شيء يتمكن من قلبه).
- بناء ركحه، ارتجاله من أجل إثارة اهتمام الجمهور ( اللجوء إلى التخييل ، البحث على تصاعد العملية الدراماتولوجية).
- تسلية الذات وتسلية الآخرين.
لجعل الأطفال يستأنسون بالمسرح ، بإمكان المدرسة أن تنظم زيارات للأطفال إلى مسرح بلدي أو أي مسرح بصفة عامة . ذلك أن هذا الأمر سيجعلهم يكتشفون الخشبة ، الكواليس ، غرف الممثلين ، غرف الملابس . لماذا نصحب معنا الأطفال لمشاهدة مسرحيات حقيقية تم إنجازها وملاءمتها مع أعمارهم ، فالمسرح فن حي .
ما هي مشاكل الممارسة المسرحية داخل المدرسة ؟ ثمة عدة أشكال ممكنة وفقا للوقت أو الوسائل المتوفرة أو القائمة ، الاشتغال على عمل داخل درس اللغة أو خلق ورشة للمسرح ، خلال الدرس اللغوي داخل الفصل يمكن للمدرس أن يمنح الحياة لنص وفي نفس الآن الاشتغال على الفهم .
- في كل صباح يقرأ المدرس لتلامذة الفصل جزءا من رواية ، هذا الموعد اليومي مع حكاية تتم متابعتها ، يحفز التلاميذ الذين يستأنسون على الإنصات وعلى استحسان القراءة التعبيرية
- كل يوم يقف تلميذان أو (عدة تلاميذ) أمام زملائهم داخل الفصل لقراءة حوار قصير يقترحه المعلم أو من اقتراح التلاميذ ـ وهذا الأمر أفضل ـ ، بإمكان المدرس اختيار نص سبقت مسرحته أو مقطع من رواية حيث يتدخل عدة أشخاص بتوزيع دور على كل واحد منهم بما في ذلك دور السارد .
- في كل يوم يقرأ طفل بصوت مرتفع وبطريقة تعبيرية نصا قصيرا سيكتشفه الفصل برمته ، وعلى المدرس أن لا يتردد في التطرق إلى جميع الأجناس : فقرات من رواية ، قصيدة شعرية ، مقال من جريدة ، ملخص لشريط سينمائي ، إلخ.
- خلق ورشة للمسرح ، وتخصيص ساعة في الأسبوع للنشاط المسرحي مع خلق مشروع عرض مسرحي جاهز يمكن التلاميذ جميعهم (الخجولين ، الجيدين ، الأقل مستوى) من المشاركة في مشروع مشترك .
- يجب أن تكون متعة الطفل هي المحرك الأساسي للورشة المسرحية داخل المدرسة ، وحتى في حالة وجود الورشة داخل الزمن المدرسي ـ ليست للورشة أية علاقة بالدرس ـ فإنه ينبغي أن يظل قائما كلعب .
ماذا عن التكوين المسرحي للمدرس ؟ في البداية ، ليس المسرح مادة مسرحية ، بالتالي باحترام خصوصيته سيصبح المسرح في خدمة المسار البيداغوجي ، ليست الممارسة المسرحية أولوية في تكوين المدرسين داخل المدارس ، لذلك فإنه قبل انطلاق كل نشاط مسرحي داخل القسم من الضروري أن :
- يذهب المدرس»ة» لمشاهدة عروض من مختلف الأجناس بما في ذلك حفلات خاصة بالأطفال.
- يقرأ نصوصا مسرحية وكتبا تتعلق بالمسرح وكذا مجلات خاصة بهذا الجنس الإبداعي.
- أن يتعرف على مدرسين آخرين سبق لهم ممارسة هذا النشاط داخل المدرسة بغية الاستفادة من تجاربهم والاحتكاك بأفكارهم .
التوزيع المتوازن للأدوار
يجب أن يهيأ النشاط المسرحي ـ وهو مصدر اكتشاف ، تجريب ومتعة مشتركة ـ بجدية عندما يستقر المدرس على موقف بخصوص العرض المدرسي ، سيتوجب عليه تحديد غاياته البيداغوجية والوقت المتوفر له للبدء في الإعداد لعروضه ولجلسات التداريب . بإمكان كل تمرين (وأحيانا يجب) أن يخضع لملاءمته ، لتغيير ، لتبسيط ، أو إغناء وفقا لسير الجلسة ، لمستوى التلاميذ لدرجة تحفيزهم ولتركيزهم إلخ .
تساعد ممارسة القراءة بصوت مرتفع ـ بالاعتماد على التقنيات المسرحية ـ على تجريب القراءة كشيء مشترك واستعمال النص كوسيلة للتجسيد ، ويتعلق الأمر بالاكتشاف ، بالإحساس بشيء لا فقط بتفسير ، مع السماح للتلاميذ بتغيير علاقتهم بالنص المكتوب ، بتحسين تقنياتهم في التعبير . هناك قاعدة أساس تتمثل في وضع طقس تتم ممارسته بانتظام قبل كل قراءة للنص (مثلا التنفس الإجباري القوي قبل البدء ، العمل على إلقاء نظرة على «رسم النص» ، تحديد عدد النقط ، إلخ . يتوجب على قارئ النص :
- تبني وضع يسهل تنفسا جيدا على مستوى البطن (انتصاب القامة ، استناد جيد على الأرض أو فوق مقعد).
- الإمساك بأوراق النص على مسافة كافية لكي يتمكن المشاهد من رؤية وجه القارئ.
- النظر من حين لآخر لمن يستمعون .
في مقابل ذلك يتوجب أن يظهر الحضور المستمع للنص اهتماما بالإنصات ، بالصمت ، بالنظر ، بوضع جسمه . بالإمكان ، كما في المسرح ، التميز الرمزي لفضاء القارئ للنص وفضاء الجمهور ، فعندما تكون داخل فضاء القراءة ، تصبح راويا ، وتبعا للتمارين ، يلعب على المسافة بين القارئ للنص وبين رفاقه بغية إجباره على الرفع من صوته وتصعيد تعبيره ، كذلك في حالة نصوص تتخللها حوارات ، سيكون بالإمكان استغلال المسافة التي تفصل بين القارئين .
هناك القراءة كجوقة صوتية ، بمعنى أن يكون هناك نص (ليس بالضرورة نص مسرحي) تتم قراءته جماعيا من طرف جميع تلاميذ الفصل ، تكون القراءة دون الانشغال بالمعنى ، أما اتباع إيقاع حجم صوتي أو نبرة معينة تساعد القراءة كجوقة صوتية على تشغيل عدة أطفال في نفس الآن.
يكون الانخراط الكامل للمدرس مهما ، ذلك أن خوض جلسة إعداد مسرحي ليس مسألة هينة ، إذ بالإضافة إلى التهيئ الأولي ، يتطلب العمل مع التلاميذ مشاركة فعلية للمدرس ، فهذا الأخير ، يرشد ، يشجع ، يفسر ، يحفز ، يعيد الجمل ، يجب أن يكون الانتباه دائما والانخراط تاما . على المعلم ـ الذي يعرف بالضبط ماذا يريد الحصول عليه من طرف التلاميذ ـ أن يكون مقنعا لأنه مقتنع .
هل ثمة اختيار معين أو قاعدة مقاييس تتدخل في هذا الجانب ؟ غير أنه بالإمكان إبداء الملاحظات والمبادئ الأساسية في هذه العملية :
- الأمر المثالي ـ بالطبع ـ هو أن يكون لكل طفل داخل الورشة المسرحية دور على مقاسه .
- لا يجب أن تكون الحوارات طويلة جدا (سطر أو سطرين بصفة عامة).
- يجب أن يكون الممثلون الصغار بقدر الإمكان حاضرين جميعا فوق الخشبة .
- لا يجب أن يتجاوز العرض 40 دقيقة (من 20 إلى 40 دقيقة في المتوسط).
- يجب أن يكون الموضوع قريبا من عالم الأطفال .
- كذلك يجب الاهتمام بالوسائل المطلوبة المصاحبة للمسرحية (ديكور ، ملابس)بحيث تكون بسيطة وخفيفة ، على المدرس تفادي الديكورات الثقيلة أو التي يصعب تجسيدها .
في جانب آخر ، ما معنى التوزيع المتوازن لأدوار المسرحية؟ لا يكون ذلك بالضرورة توزيعا لأدوار طويلة متساوية تقريبا، بل توزيعا يمكن الأطفال من إيجاد مكانهم الحقيقي داخل العرض ، ثمة تلاميذ يفضلون بالفعل «أدوارا صغيرة» لأنهم يتخوفون من أن يكون لهم نص طويل يستظهرونه أو أنهم لا يشعرون أنهم مستعدون لمواجهة مسؤولية كبيرة ، كذلك على المدرس الانتباه إلى التلاميذ الذين ينفرون من تجسيد بعض الأدوار .
فالمدرس مطالب بأن يكون فكرة خلال شهور السنة الدراسية فيما يتعلق بقابليتهم وجاهزيتهم.
في المسرح نتعلم ونحن نشتغل ، ذلك أن الانشغال بالمسرح هو كذلك(تعلم المحاولة) يجب أن لا ننسى أن العمل المسرحي تتخلله لحظات التباس وثبات وعثرات ، صدف ، ولا توقعات ، وأنه أحيانا من التخبط يأتي النجاح ، بالنسبة فهي التي تحدد قواعد واضحة يتوجب احترامها طيلة السنة : انخراط الجميع بقوة في العمل ، الإنصات والاحترام ، الجدية في العمل (هذا لا يمنع وجود لحظات ضحك ومرح عندما يتطلب الأمر ذلك) أما الجلسات اللاحقة فإنها تتطرق للتمارين الصعبة التي تتطلب مشاركة قوية .
على المدرس / المنشط أن يكون مشجعا ، إيجابيا وبناء في ملاحظاته ، وأن لا يكون شحيحا في توضيحات ، في تدقيقاته ، عليه إبداء التشجيع تجاه كل تلميذ أظهر نجاحات في عمله ، دون إغفال الأشياء التي يجب أن يحسنها التلميذ ، هذا معناه ضرورة إقامة ثقة ، من الجانب المقابل يجب نبذ السلوكات غير اللائقة أو غير اللبقة تجاه هذا التلميذ أو ذاك ، في حالة إذا لم يكن هناك توفيق في التداريب .
إن جلسة العمل المسرحي فضاء جديد للحرية بالنسبة للأطفال المعتادين على العمل طيلة اليوم جالسين فوق كرسي داخل الفصل ، لكنها حرية في حدود المعقول والمقبول .
هامش :
(1) كتاب (le théâtre a l’école) مؤلفيه : صوفي بالازار، إيليزابيث جينتيت رافاسكو
المرجع من هنا
«يساعد المسرح المدرس «ة» على العمل للتمكن من استيعاب اللغة الشفهية ، من خلال مقاربة شاملة لتقنيات التعبير ، مقاربة تستند لمخيال وابتكار تلامذته . بإمكان المدرس كذلك بطريقة لعبية تطبيق آخر المعارف المكتسبة(لتكسير روتين الفصل) ، استخدام لغة عرض وجهة نظر خلال لحظة ارتجال حول شخصية ، من ثم ، فإن العمل المسرحي ـ داخل الفصل ـ يمنح حزمة من التداريب التي تساعد الطفل على «التوطن» داخل جسمه».
في هذا الاتجاه يسير المقال التالي كخلاصة من كتاب عن المسرح في المدرسة (1).
اكتشاف الخشبة من قبل التلاميذ
ممارسة المسرح داخل الفصل الدراسي معناه مساعدة طفل على التغلب على خجله ، وتساعد طفلا آخر على مواجهة فردانيته ، وتمكن طفلا آخر من احتواء عنفه أو إعادة توجيه نفاد صبره وقلقه . تفترض الممارسة المسرحية انخراط الجميع من أجل النجاح المشترك مهما يكن الرهان .
في إطار عمل مسرحي داخل الفصل ، سيكون بإمكان التلاميذ الاشتغال على الأمور التالية بالاستناد إلى تقنيات مسرحية :
- أن يتم فهمه من طرف الفريق (التلفظ بوضوح) ، أن يسمعه المشاركون جيدا (رفع الصوت) ، الظهور للعيان (عدم التستر) .
- جعل شخصيته وخطابه بارزين (الاشتغال على النبرة الصوتية ، تعبيرات الوجه ، الجانب البدني ، إلخ).
- بناء الخطاب ، إبراز المساحة فوق الخشبة ، بناء العملية الارتجالية للتعبير عن شيء يتمكن من قلبه).
- بناء ركحه، ارتجاله من أجل إثارة اهتمام الجمهور ( اللجوء إلى التخييل ، البحث على تصاعد العملية الدراماتولوجية).
- تسلية الذات وتسلية الآخرين.
لجعل الأطفال يستأنسون بالمسرح ، بإمكان المدرسة أن تنظم زيارات للأطفال إلى مسرح بلدي أو أي مسرح بصفة عامة . ذلك أن هذا الأمر سيجعلهم يكتشفون الخشبة ، الكواليس ، غرف الممثلين ، غرف الملابس . لماذا نصحب معنا الأطفال لمشاهدة مسرحيات حقيقية تم إنجازها وملاءمتها مع أعمارهم ، فالمسرح فن حي .
ما هي مشاكل الممارسة المسرحية داخل المدرسة ؟ ثمة عدة أشكال ممكنة وفقا للوقت أو الوسائل المتوفرة أو القائمة ، الاشتغال على عمل داخل درس اللغة أو خلق ورشة للمسرح ، خلال الدرس اللغوي داخل الفصل يمكن للمدرس أن يمنح الحياة لنص وفي نفس الآن الاشتغال على الفهم .
- في كل صباح يقرأ المدرس لتلامذة الفصل جزءا من رواية ، هذا الموعد اليومي مع حكاية تتم متابعتها ، يحفز التلاميذ الذين يستأنسون على الإنصات وعلى استحسان القراءة التعبيرية
- كل يوم يقف تلميذان أو (عدة تلاميذ) أمام زملائهم داخل الفصل لقراءة حوار قصير يقترحه المعلم أو من اقتراح التلاميذ ـ وهذا الأمر أفضل ـ ، بإمكان المدرس اختيار نص سبقت مسرحته أو مقطع من رواية حيث يتدخل عدة أشخاص بتوزيع دور على كل واحد منهم بما في ذلك دور السارد .
- في كل يوم يقرأ طفل بصوت مرتفع وبطريقة تعبيرية نصا قصيرا سيكتشفه الفصل برمته ، وعلى المدرس أن لا يتردد في التطرق إلى جميع الأجناس : فقرات من رواية ، قصيدة شعرية ، مقال من جريدة ، ملخص لشريط سينمائي ، إلخ.
- خلق ورشة للمسرح ، وتخصيص ساعة في الأسبوع للنشاط المسرحي مع خلق مشروع عرض مسرحي جاهز يمكن التلاميذ جميعهم (الخجولين ، الجيدين ، الأقل مستوى) من المشاركة في مشروع مشترك .
- يجب أن تكون متعة الطفل هي المحرك الأساسي للورشة المسرحية داخل المدرسة ، وحتى في حالة وجود الورشة داخل الزمن المدرسي ـ ليست للورشة أية علاقة بالدرس ـ فإنه ينبغي أن يظل قائما كلعب .
ماذا عن التكوين المسرحي للمدرس ؟ في البداية ، ليس المسرح مادة مسرحية ، بالتالي باحترام خصوصيته سيصبح المسرح في خدمة المسار البيداغوجي ، ليست الممارسة المسرحية أولوية في تكوين المدرسين داخل المدارس ، لذلك فإنه قبل انطلاق كل نشاط مسرحي داخل القسم من الضروري أن :
- يذهب المدرس»ة» لمشاهدة عروض من مختلف الأجناس بما في ذلك حفلات خاصة بالأطفال.
- يقرأ نصوصا مسرحية وكتبا تتعلق بالمسرح وكذا مجلات خاصة بهذا الجنس الإبداعي.
- أن يتعرف على مدرسين آخرين سبق لهم ممارسة هذا النشاط داخل المدرسة بغية الاستفادة من تجاربهم والاحتكاك بأفكارهم .
التوزيع المتوازن للأدوار
يجب أن يهيأ النشاط المسرحي ـ وهو مصدر اكتشاف ، تجريب ومتعة مشتركة ـ بجدية عندما يستقر المدرس على موقف بخصوص العرض المدرسي ، سيتوجب عليه تحديد غاياته البيداغوجية والوقت المتوفر له للبدء في الإعداد لعروضه ولجلسات التداريب . بإمكان كل تمرين (وأحيانا يجب) أن يخضع لملاءمته ، لتغيير ، لتبسيط ، أو إغناء وفقا لسير الجلسة ، لمستوى التلاميذ لدرجة تحفيزهم ولتركيزهم إلخ .
تساعد ممارسة القراءة بصوت مرتفع ـ بالاعتماد على التقنيات المسرحية ـ على تجريب القراءة كشيء مشترك واستعمال النص كوسيلة للتجسيد ، ويتعلق الأمر بالاكتشاف ، بالإحساس بشيء لا فقط بتفسير ، مع السماح للتلاميذ بتغيير علاقتهم بالنص المكتوب ، بتحسين تقنياتهم في التعبير . هناك قاعدة أساس تتمثل في وضع طقس تتم ممارسته بانتظام قبل كل قراءة للنص (مثلا التنفس الإجباري القوي قبل البدء ، العمل على إلقاء نظرة على «رسم النص» ، تحديد عدد النقط ، إلخ . يتوجب على قارئ النص :
- تبني وضع يسهل تنفسا جيدا على مستوى البطن (انتصاب القامة ، استناد جيد على الأرض أو فوق مقعد).
- الإمساك بأوراق النص على مسافة كافية لكي يتمكن المشاهد من رؤية وجه القارئ.
- النظر من حين لآخر لمن يستمعون .
في مقابل ذلك يتوجب أن يظهر الحضور المستمع للنص اهتماما بالإنصات ، بالصمت ، بالنظر ، بوضع جسمه . بالإمكان ، كما في المسرح ، التميز الرمزي لفضاء القارئ للنص وفضاء الجمهور ، فعندما تكون داخل فضاء القراءة ، تصبح راويا ، وتبعا للتمارين ، يلعب على المسافة بين القارئ للنص وبين رفاقه بغية إجباره على الرفع من صوته وتصعيد تعبيره ، كذلك في حالة نصوص تتخللها حوارات ، سيكون بالإمكان استغلال المسافة التي تفصل بين القارئين .
هناك القراءة كجوقة صوتية ، بمعنى أن يكون هناك نص (ليس بالضرورة نص مسرحي) تتم قراءته جماعيا من طرف جميع تلاميذ الفصل ، تكون القراءة دون الانشغال بالمعنى ، أما اتباع إيقاع حجم صوتي أو نبرة معينة تساعد القراءة كجوقة صوتية على تشغيل عدة أطفال في نفس الآن.
يكون الانخراط الكامل للمدرس مهما ، ذلك أن خوض جلسة إعداد مسرحي ليس مسألة هينة ، إذ بالإضافة إلى التهيئ الأولي ، يتطلب العمل مع التلاميذ مشاركة فعلية للمدرس ، فهذا الأخير ، يرشد ، يشجع ، يفسر ، يحفز ، يعيد الجمل ، يجب أن يكون الانتباه دائما والانخراط تاما . على المعلم ـ الذي يعرف بالضبط ماذا يريد الحصول عليه من طرف التلاميذ ـ أن يكون مقنعا لأنه مقتنع .
هل ثمة اختيار معين أو قاعدة مقاييس تتدخل في هذا الجانب ؟ غير أنه بالإمكان إبداء الملاحظات والمبادئ الأساسية في هذه العملية :
- الأمر المثالي ـ بالطبع ـ هو أن يكون لكل طفل داخل الورشة المسرحية دور على مقاسه .
- لا يجب أن تكون الحوارات طويلة جدا (سطر أو سطرين بصفة عامة).
- يجب أن يكون الممثلون الصغار بقدر الإمكان حاضرين جميعا فوق الخشبة .
- لا يجب أن يتجاوز العرض 40 دقيقة (من 20 إلى 40 دقيقة في المتوسط).
- يجب أن يكون الموضوع قريبا من عالم الأطفال .
- كذلك يجب الاهتمام بالوسائل المطلوبة المصاحبة للمسرحية (ديكور ، ملابس)بحيث تكون بسيطة وخفيفة ، على المدرس تفادي الديكورات الثقيلة أو التي يصعب تجسيدها .
في جانب آخر ، ما معنى التوزيع المتوازن لأدوار المسرحية؟ لا يكون ذلك بالضرورة توزيعا لأدوار طويلة متساوية تقريبا، بل توزيعا يمكن الأطفال من إيجاد مكانهم الحقيقي داخل العرض ، ثمة تلاميذ يفضلون بالفعل «أدوارا صغيرة» لأنهم يتخوفون من أن يكون لهم نص طويل يستظهرونه أو أنهم لا يشعرون أنهم مستعدون لمواجهة مسؤولية كبيرة ، كذلك على المدرس الانتباه إلى التلاميذ الذين ينفرون من تجسيد بعض الأدوار .
فالمدرس مطالب بأن يكون فكرة خلال شهور السنة الدراسية فيما يتعلق بقابليتهم وجاهزيتهم.
في المسرح نتعلم ونحن نشتغل ، ذلك أن الانشغال بالمسرح هو كذلك(تعلم المحاولة) يجب أن لا ننسى أن العمل المسرحي تتخلله لحظات التباس وثبات وعثرات ، صدف ، ولا توقعات ، وأنه أحيانا من التخبط يأتي النجاح ، بالنسبة فهي التي تحدد قواعد واضحة يتوجب احترامها طيلة السنة : انخراط الجميع بقوة في العمل ، الإنصات والاحترام ، الجدية في العمل (هذا لا يمنع وجود لحظات ضحك ومرح عندما يتطلب الأمر ذلك) أما الجلسات اللاحقة فإنها تتطرق للتمارين الصعبة التي تتطلب مشاركة قوية .
على المدرس / المنشط أن يكون مشجعا ، إيجابيا وبناء في ملاحظاته ، وأن لا يكون شحيحا في توضيحات ، في تدقيقاته ، عليه إبداء التشجيع تجاه كل تلميذ أظهر نجاحات في عمله ، دون إغفال الأشياء التي يجب أن يحسنها التلميذ ، هذا معناه ضرورة إقامة ثقة ، من الجانب المقابل يجب نبذ السلوكات غير اللائقة أو غير اللبقة تجاه هذا التلميذ أو ذاك ، في حالة إذا لم يكن هناك توفيق في التداريب .
إن جلسة العمل المسرحي فضاء جديد للحرية بالنسبة للأطفال المعتادين على العمل طيلة اليوم جالسين فوق كرسي داخل الفصل ، لكنها حرية في حدود المعقول والمقبول .
هامش :
(1) كتاب (le théâtre a l’école) مؤلفيه : صوفي بالازار، إيليزابيث جينتيت رافاسكو
المرجع من هنا
رد: المسرح في الحياة المدرسية
شكرا على المساهمة القيمة
rayane1-
عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 26/07/2011
العمر : 44
مواضيع مماثلة
» الحياة المدرسية بين التصور والممارسة
» الحياة المدرسية ودمقرطة الفضاء التربوي
» الحياة المدرسية ورشة التربية على المواطنة وتحقيق التنمية1
» تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في المدرسة المغربية(التعليم الثانوي التأهيلي نموذجا)
» الإدارة المدرسية
» الحياة المدرسية ودمقرطة الفضاء التربوي
» الحياة المدرسية ورشة التربية على المواطنة وتحقيق التنمية1
» تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في المدرسة المغربية(التعليم الثانوي التأهيلي نموذجا)
» الإدارة المدرسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى