ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التربية على المواطنة..تبدأ من الأعلى

اذهب الى الأسفل

التربية على المواطنة..تبدأ من الأعلى Empty التربية على المواطنة..تبدأ من الأعلى

مُساهمة من طرف Salah 13/9/2009, 09:42


جميل أن تتبنى بعض المجتمعات العربية المعاصرة بعض الخطابات الجميلة والفاضلة، من أجل بناء مشروع مجتمعي جديد، يتجاوز البنيات المجتمعية والثقافية التقليدية، التي كرست الاستبداد والتفاوت والتمييز الطبقيين، والجهل والتخلف العام... من بين هذه الخطابات أو الشعارات نجد الديمقراطية،وحقوق الإنسان،ودولة المؤسسات،دولة الحق والقانون، الحداثة،حقوق المواطنة...وهنا سنركز على مسألة التربية على المواطنة، وذلك نظرا إلى أن مسألة المواطنة الحقة، قد تجمع في مشروع رؤيتها وقيمها وأهدافها كل ما سبق ذكره من قيم إنسانية ووطنية.فما هي التربية على المواطنة؟وكيف تم أو يتم تأسيسها وتكريسها على مستوى الخطاب الرسمي والأجرة المجتمعية؟وإلى أي حد هناك تطابق وانسجام بين خطاب/شعار التربية على المواطنة والمؤسسات المجتمعية؟
*مفهوم المواطنة والتربية على المواطنة:
دون الدخول في التدقيقات الخاصة بالمرجعية التاريخية والجغرافية والمعرفية لظهور المفهوم،فلتحديد المواطنة يمكن مقاربتها على الأقل من خلا ثلاث أبعاد أساسية:
- البعد الفلسفي والقيمي: مادامت المواطنة هي إنتاج ثقافي إنساني (أي ليس إنتاجا طبيعيا)،فهي تنطلق من مرجعية فلسفية وقيمية تمتح دلالاتها من مفاهيم الحرية، والعدل ،والحق،والخير، الهوية،المصير والوجود المشترك...
* البعد السياسي والقانوني: حيث تحدد المواطنة كمجموعة من القواعد والمعايير التنظيمية والسلوكية والعلائقية داخل المجتمع؛ التمتع بحقوق المواطنة الكاملة، كالحق في المشاركة والتدبيرواتخاد القرارات وتحمل المسؤوليات،القيام بواجبات المواطنة، الحق في حرية التعبير، الحق في مؤسسات وقوانين ديمقراطية،الحق في المساواة وتكافؤ الفرص...
* البعد الاجتماعي والثقافي: وهو كون المواطنة تصبح كمحدد لمنظومة التمثلات و السلوكيات والعلاقات والقيم الاجتماعية، بحيث تصبح المواطنة كمرجعية معيارية وقيمية اجتماعية،و كثقافة وناظم مجتمعي.
وفي كلمة واحدة يمكن اعتبار المواطنة كمجموعة من القيم والنواظم لتدبير الفضاء العمومي المشترك .ويمكن تحديد أهم تجليات المواطنة في أربعة نواظم على الأقل:
1- الانتماء: أي الشعور بالانتماء إلى مجموعة بشرية ما و في مكان ما(الوطن)،مما يجعل المواطن يندمج ويتمثل ويتبنى خصوصيات وقيم هذه المجموعة التي ينتمي...
2- الحقوق: التمتع بحقوق المواطنة الخاصة والعامة،كالحق في الأمن وفي السلامة،والصحة والتعليم والعمل و الصحة والخدمات الأساسية العمومية،الحق في التنقل وحرية التعبير والإنتماء والمشاركة السياسيين،والحق في الحياة الكريمة...
3- الواجبات: كاحترام النظام العام، عدم خيانة الوطن، الحفاظ على الممتلكات العمومية، الدفاع عن الوطن،التكافل والوحدة الوطنيين،المساهمة في بناء وازدهار الوطن...
4- المشاركة في الفضاء العام: المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية العامة(الانتخاب والترشح)، تدبير المؤسسات العمومية،المشاركة في كل مايهم تدبير ومصير الوطن...
وعليه،فإن التربية على المواطنة،هي تلك التنشئة الاجتماعية التي تحاول تربية الفرد/المواطن على تمثل وتبني كل تلك القيم والنواظم السياسية والقانونية والمعرفية لمفهوم المواطنة،لتنعكس في مؤسساته و سلوكاته وعلاقاته المجتمعية داخل الفضاء العام المشترك(الوطن)...
إذن، كيف تتبلور المواطنة والتربية عليها في الخطاب الرسمي(الدولة)، وكيف يتم أجرأتها مجتمعيا؟
• التربية على المواطنة بين الخطاب الرسمي والواقع المجتمعي
مع اختيار جل الدول العربية(ومنها المغرب الرسمي)،منذ السنوات الأخيرة، الدخول في دينامكية الانتقال الديمقراطي،وتبني مرجعية حداثية لتدبير هذه المرحلة الانتقالية(وهو تدبير لمرحلة بالغة الحساسية والخطورة)،أصبح تداول استعمال مفهوم المواطنة في الخطاب الرسمي ،وذلك بدعوة المواطنين والمؤسسات والقطاعات المجتمعية بالتحلي بقيم المواطنة...وتم التركيز في هذا الخطاب بشكل كبير على المجتمع المدني و مؤسسات التربية،حيث ثم إدماج التربية على المواطنة في منهاج(curriculum) التربية والتكوين.
إن الاقتصار على تركيز مفهوم المواطنة والتربية عليها في المؤسسة التربوية(المدرسة) – رغم إيجابية وصحة هذا الإختيارالمجتمعي الإستراتيجي)ينم عن نقص وقصور كبيرين في تكريس قيم وثقافة المواطنة مجتمعيا،حيث لا يمكن تربية المدرسة على المواطنة واستثناء باقي المنظومات والمؤسسات المجتمعية الأخرى والفاعلين العموميين الأساسيين فيها؛فهل يصبح لتربية الطفل/مواطن المستقبل على قيم المواطنة في المدرسة،ونترك البنيات والمؤسسات المجتمعية الأخرى خارج قيم وثقافة المواطنة؟!ابتداء من استمرار اللامساواة واللاعدل المجتمعين داخل الأسرة نفسها أو المجتمع عامة الذي ينتمي إليه هذا الطفل(ة)/الموطن(ة)(التفاوت الطبقي،عدم الاستفادة من ثروة الوطن،و من الخدمات الأساسية...)،استشراء قيم الأنانية والمصلحية الضيقة،الفساد السياسي والإداري والاجتماعي(نهب وتبديد المال العام،الرشوة،الكذب،الغش ،الجريمة...)،لا تكافؤ الفرص(مدارس النخبة، احتكار الوظائف والمهن السامية،البطالة...)،الزبونية،القبلية،الطائفية،المذهبية،تعدد الإيديولوجيات والتيارات السياسية وااللوبيات المصلحية،لاديمقراطية المؤسسات وبعض المراجع القانونية العمومية(الدستور،القوانين الأساسية،مؤسسات تمثيلية شكلية...)،
تزوير الانتخابات، اللا عدل، العمالة للأجنبي، الحروب والصراعات... نربي الطفل على المواطنة في المدرسة، وعندما يخرج، أو يتخرج منها، سيجد واقعا مجتمعيا تحكمه معايير وضوابط وقيم أخرى لا مواطنة غالبا!
وعليه ،فإن التربية على المواطنة يجب أن تبدأ من الأعلى، ونقصد بذلك،المؤسسات القانونية والدستورية التي تؤطر وتدبر وتحكم الوطن ككل،ويجب كذلك تربية" الكبار" والمسئولين والفاعلين العموميين على المواطنة كذلك ليكونوا القدوة والمثال للصغار والكبار على السواء.فالتربية على المواطنة ليست مجرد تربية مخصصة للأطفال و"صغار"المواطنين،إنها ثقافة وقيم معني بها الجميع،ويجب أن يستحضرها ويمارسها ويتربى عليها الجميع،ليكون الوطن للجميع في السراء والضراء،وفي الرفاهية والكرامة.

المواطنة هي ثقافة وقيم وسلوك يجب أن تتبلور في كل مؤسساتنا السياسية والقانونية،وفي كل منظوماتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلائقية،ليشعر الجميع بالفعل بأنه مواطن حقيقي،ليكون وطنيا حقيقيا،حيث قد تصبح المواطنة عند البعض،أحيانا مجرد انتماء لرقعة جغرافية ليس إلا، دون أن يكون وطنيا حقيقيا يحب وطنه ويكن له الولاء والإخلاص، ويؤمن بقيم التفاني و الغيرة من أجل بناء حاضره ومستقبله.فلا مواطنة بدون التمتع الحقيقي بحقوق المواطنة،واستعاضتها بالواجبات فقط، ولا مواطنة بدون روح جماعية وطنية حقيقية،والكل يجب أن يتربى على المواطنة من المهد إلى اللحد./.

* محمد الصدوقي/ المغرب
Salah
Salah
مدير المنتدى
مدير المنتدى

ذكر

عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 70

http://afaqbouz.societyforum.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى