ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشكالية الكتابة العربية ـــ د . محمد جهاد جمل

اذهب الى الأسفل

إشكالية الكتابة العربية ـــ د . محمد جهاد جمل Empty إشكالية الكتابة العربية ـــ د . محمد جهاد جمل

مُساهمة من طرف Salah 20/9/2009, 12:05

إشكالية الكتابة العربية ـــ د . محمد جهاد جمل
قد أجد لنفسي أكثر من مسوغ لأكتب في موضوع أشبعه من قبلي درسا ، ولكني مقبل عليه لا لأسود الصفحات ، وإنما لأسوّغ وجودي في خندق الذود عن ثقافتنا في زمن يريدون فيه أن نذوب ونتلاشى ونحترق ، وهآنذا واحداً من ملايين يرفضون هذه الخدعة في زحمة عاصفة الملعنة ، عفوا : العولمة .‏
[size=12]نقصد بالكتابة أولا : إعطاء المقابل الرمزي للمدلولات والتعبير عما في النفس من مشاعر وأفكار بالحروف والكلمات وفقا لقواعد الكتابة .‏
[size=12]إذ يرى حسن شحاته ( 1978م) أن " قواعد الإملاء نظام لغوي معين ، موضوعه الكلمات التي يجب فصلها ، وتلك التي ينبغي وصلها ، والحروف التي تزاد ، وتلك التي تحذف ، والهمزة بأنواعها المختلفة ، سواء أكانت مفردة ، أم على أحد حروف اللين الثلاثة ، والألف اللينة ، وهاء التأنيث وتاؤه ، وعلامات الترقيم ، ومصطلحات المواد الدراسية والتنوين بأنواعه والمد بأنواعه ، وقلب الحركات الثلاث ، وإبدال الحروف ، واللام الشمسية والقمرية ".‏
[size=12]ولتحديد الموضوع أكثر فإن ما نناقشه هنا من جوانب الكتابة هو الإملاء ، أي ما يتعلق بصحة الكتابة . " والإملاء فرع هام من فروع اللغة العربية ، وهو من الأسس الهامة في التعبير الكتابي . وإذا كانت قواعد النحو والصرف وسيلة لضمان سلامة الكتابة من الناحية الإعرابية والاشتقاقية فإن الإملاء وسيلة لها من حيث الصورة الخطية " ( عبد العليم إبراهيم 1976 ) . وفي مدارسنا نعلّم الإملاء بهدف تعلم كتابة الكلمات بصورة صحيحة ، ونعلّم استخدام علامات الترقيم ، وتنظيم الكتابة في سطور وجمل وفقرات …الخ .‏
[size=12]وسلامة الإملاء ضرورية لاستكمال عملية الاتصال في ضوء نظرية الاتصال ولاسيما الشكل الثاني من أشكال اللغة ( الشكل المنطوق ، والشكل المكتوب ) ، ولصحة الاتصال ينبغي أن نضع في الحسبان عند القيام بأي حدث لغوي الاستراتيجية الخاصة بأي حدث لغوي ، أو عند ممارسة أي فعل كتابي أو شفاهي أداته اللغة . وقد قال في ذلك القدماء من علماء اللغة : الكلام فعل ينتمي في حدوثه إلى نمطين أو نموذجين : فهو إما فعل شفاهي ، وإما فعل كتابي ، وما يعنينا هنا هو ما اصطلح عليه الإملاء .‏
[size=12]_ ما المشـكلة ؟‏
[size=12]يؤدي الخطأ في الإملاء إلى تحريف المعنى وغموض الفكرة . ولهذا تعتبر الكتابة السليمة إملائيا مهارة هامة في التعليم وهي ضرورة لنقل الأفكار والتعبير عنها ومتابعة أفكار الآخرين والإلمام بها .( جابر عبد الحميد جابر ) .‏
[size=12]و يتضح من أدبيات الكتابة ومما أفضت إليه بحوث عديدة أن للإملاء منزلة كبيرة بين فروع اللغة العربية ، ذلك لأنه الوسيلة الأساسية للتعبير الكتابي ، ولا غنى عن هذا التعبير ، فهو الطريقة التي اخترعها الإنسان في مراحل تطوره الحضاري ؛ ليترجم بها عما يجيش في نفسه لمن تبعده عنهم المسافات الزمانية والمكانية ، ولم يكن ليتيسر لهم الاتصال بهم عن طريق الحديث الشفاهي .‏
[size=12]ومن المعروف أن الكتابة في حضارات العالم القديم فعل مقدس ، وما تزال تحظى حتى اليوم بهالة من الاحترام والرهبة ، نظرا لقيامها بوظيفتين أساسيتين : إحدهما وظيفة التخزين المعرفي ( بما في ذلك التراث الديني والثقافي والفكري والأسطوري والتاريخي والعلمي ) مع إمكان نقله من مكان إلى آخر ومن جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر . والأخرى هي نقل اللغة من المجال السمعي إلى المجال البصري ، والسماح بسبر الكلمات والجمل في سياقها الأصيل .( محمد العبد : 1990 ، 27 ) .‏
[size=12]وإذا كانت القواعد النحوية والصرفية وسيلة إلى سلامة الكتابة وصحتها من النواحي الإعرابية والاشتقاقية ونحوها ، فإن الإملاء وسيلة إليها من حيث الصورة الخطية .‏
[size=12]ومن جهة ثانية فإن الخطأ الإملائي يشوه الكتابة ، وقد يعوق فهم الجملة ، كما أنه يدعو إلى زعزعة ثقة القارئ بالكاتب .‏
[size=12]والمقصود بالخطأ الإملائي بالطبع هو عدم قدرة الفرد على تمثل القواعد الإملائية بشكل سليم في أثناء الكتابة ، أما مظاهر هذا الخطأ فقد يبدو في كتابة الهمزة بأنواعها ، ومواضعها ، أو أن يفصل بين الحروف والكلمات التي يجب وصلها ، أو يحذف الحروف التي حقها أن تزاد اصطلاحا ، أو يرسم الحروف التي يجب حذفها اصطلاحا …‏
[size=12]وعلى الرغم من أن مدارسنا تحاول إكساب التلاميذ قواعد الإملاء إلا أن الشكوى من الأخطاء لا تزال يتردد صداها في الأوساط التعليمية والعامة ، لقد ظن بعضنا أن الكتابة العربية صعبة لكثرة تواتر الأخطاء في كتابات عدد غير قليل من المتعلمين على مختلف مستوياتهم ، بل إن الخطأ امتد إلى طلاب الجامعات ، ولا نستثني منهم أولئك الذين ستكون اللغة العربية تخصصهم الأكاديمي ، كل ذلك جعل من هذه الظاهرة محط اهتمام كثير من الغيورين على لغتنا الجميلة . وكل هذا يسوغ سؤالنا التالي : هي الكتابة العربية صعبة ؟‏
[size=12]لقد ألف الكثير من الكتب ، ونهضت جمعيات حماية اللغة العربية في مجال البحث نتيجة ما استشعرته من ضعف لغوي بشكل عام وكتابي بشكل خاص ظاهره أخطاء إملائية ونحوية في لغة الكتابة ، وأخطاء صرفية وإعرابية في لغة الحديث ، مما يدفعنا إلى القول : إن الأخطاء طالت مهارات الاتصال اللغوي ، الشفاهي والكتابي .‏
[size=12]وإذا تتبعنا أسباب شيوع هذه الظاهرة ، ووجهنا سهام الاتهام إلى المعلم بعامة ، ومعلم اللغة العربية بخاصة ، لما يحتله هذا من مكانة لدى المتعلمين واعتباره قدوة في لغته وتصرفاته . وهل يمكن لمثل هذا المعلم أن يكتشف أخطاء تلاميذه وهو غارق في ضعفه ، ولا يقوى على معالجة أخطائه فكيف ننتظر منه أن يكتشف أخطاء غيره ومعالجتها ؟‏
[size=12]إن مفتاح الحل في رأينا ليس المعلم فقط ، فالقضية شائكة ومتشعبة ، وليس البيت والأسرة بمنأى عن المسؤولية ، وكذلك وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ، و النظام التعليمي والمناهج ، وتنسيب غير الكفء في معاهد وكليات التربية .‏
[size=12]أما الأخطاء الإملائية الشائعة في الكتابة فهي تعكس رفضنا لقبول فكرة أن الكتابة العربية صعبة جدا ، ذلك؛ لأن هذه الأخطاء يمكن للمدارس في المرحلة الابتدائية أن تتجاوزها بشيء من التركيز ، وبفترة زمنية ليست طويلة ، وبشكل تدريجي إذا ما رسمت خططاً تستهدف التخلص من هذه الأخطاء ، وضمن تعليم محتوى المناهج المقررة ، وبتضافر جهود معلم اللغة العربية ، وبقية زملائه ممن يدرّسون المواد الأخرى .‏
[size=12]ولعل البحوث التي أجريت على كتابات المتعلمين استطاعت حصر الأخطاء على الشكل التالي :‏
[size=12]همزتا الوصل والقطع ، الهمزة المتوسطة المكسورة ، الهمزة المتوسطة المفتوحة ، الهمزة المتوسطة الساكنة ، الهمزة المتطرفة المسبوقة بحرف متحرك ، الهمزة المتطرفة المسبوقة بحرف ساكن ، ما يحذف اصطلاحا من الحروف ، ما يزاد اصـطلاحا من الحروف ، التاء المفتوحة والتاء المربوطة في آخر الكلمة ، الألف اللينة ، قلب الحركات حروفا ، ما يوصل بما بعده ، ما يفصل عما بعده ، إبدال الحروف ، المد بالياء ، المد بالواو ، المد بالألف .‏
[size=12]ويمكن تفسير بعض الأخطاء التي يقع فيها من يمارس الكتابة على الشكل التالي : لقد أوضحت نتائج الدراسات في هذا المجال أن أكثر الأخطاء تتركز في الهمزة بأنواعها المختلفة ، سواء أكانت في أول الكلمة أم في وسطها ، أم في آخرها ، بالإضافة إلى أخطاء فيما يزاد أو يحذف من الحروف ، والتاء المربوطة والتاء المفتوحة في آخر الكلمة فإن تفسير ذلك يمكن أن يكون كالتالي :‏
[size=12]الخطأ في همزة الوصل والقطع ، سواء أكانتا في أول الكلمة أم في وسطها ، أي مسبوقة بحرف مثلا ، قد يكون مرد ذلك إلى ضعف من يكتب في القواعد النحوية والصرفية المتعلقة بهذه القاعدة الإملائية .وهذه إحدى مشكلات الكتابة العربية ، فربط كثير من قواعد الإملاء بقواعد النحو والصرف يشكل عقبة من العقبات التي تعوق الكتابة ، فعلى من يمارس الكتابة أن يكتب أصل الاشتقاق ، والموقع الإعرابي للكلمة ، ونوع الحرف الذي يكتبه ، فمثلا من مواضع كتابة همزة الوصل ماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما إذا كانا مبدوئين بالهمزة مثل : استعد ، واستخرج .‏
[size=12]وكذلك الحال بالنسبة لهمزة القطع . فمن مواضع كتابتها الأفعال الماضية الثلاثية والرباعية المبدوء بهمزة ( المهموز ) كذلك أمر الرباعي ، وهمزة المضارعة في الفعل المضارع ، فمن يكتب تبدو أخطاؤه واضحة في هذه المواضع ، ومن أمثلة هذه الأخطاء الكلمات الآتية المأخوذة من الكتابات ( إسم ، إستخدام ، هذه وغيرها نماذج مما يقع فيه الخطأ في همزتي الوصل والقطع ،وغيرها كثير مما يدل على ضعف هؤلاء في القواعد الإملائية ، وخاصة ما يرتبط منها بالقواعد النحوية والصرفية .‏
[size=12]ويجهل كثير من المتعلمين ، أ ويشكون ضعفا في كتابة الهمزة المتوسطة والمتطرفة ، وذلك لجهلهم بكثير من القواعد النحوية المتصلة بكتابتها مما له علاقة في شيوع أخطائهم فيها ، فالخطأ في كتابة ( ملائمة ، وملاءمة ) يعود إلى خلطهم بين هاتين الكلمتين ، وكذلك في كلمة ( لآرائهم ) فالكلمة مسبوقة بحرف جر ( اللام ) ومن ثم كانت همزة مكسورة وقبلها ساكن فكتبت على نبرة ، وقد تأتي هذه الهمزة على واو إذا كانت الكلمة مرفوعة ، وكذا الخطأ في كلمة ( العبء ) و( الكفء ) ، وهذه الكلمات ومثيلاتها في حاجة إلى تدريب المتعلمين على كيفية تصويبها ، وتعريفهم أو تذكيرهم بقاعدتها .‏
[size=12]ومن الأخطاء التي يقع فيها من يكتب اللغة العربية ( ما يحذف اصطلاحا من الحروف ) مثل كلمة ( أولئك ) ، وألف ما الاستفهامية إذا سبقت بحرف جر مثل : فيم تفكر ؟ وعم تسأل ؟ ويرتبط بما سبق أيضا حذف النون من كلمتي ( عن ، ومن ) إذا دخلتـا على ( من ) مثل عمن ، ممن ، أو على ( ما ) سواء أكانت ( ما ) استفهامية أم زائدة مثل : عما قليل ، أم كانت موصولة مثل : تجاوزت عما قلت . ولعل جهل الطلاب بالقاعدة هو السبب في الوقوع في هذه الأخطاء .‏
[size=12]وقد يقع الخطأ في الحروف التي يجب أن تزاد اصطلاحا ، كما في الكلمات ( مائة ، لم يتعاونوا ) حيث زيدت الألف بعد الميم في الأولى ، والألف بعد واو الجماعة في الثانية اصطلاحا ، ولعل سبب الخطأ هنا يقع في عدم إثبات الألف ، اعتمادا منهم على أن ما ينطق به يكتب فقط ، ويرتبط بهذه الأخطاء إثبات الألف أحيانا بعد واو جمع المذكر السالم المضاف ، حيث الخطأ في كتابة الألف في ( مدرسوا اللغة العربية ) ، وهذه الأخطاء تعود إلى التعميم الخاطئ المبالغ فيه ، وإلى عدم قدرة الذين يكتبون على التفريق بين هذه الكلمات وكيفية كتابتها صحيحة .‏
[size=12]ومما يكثر الخطأ فيه التاء المفتوحة والتاء المربوطة والهاء في آخر الكلمة ، حيث يخطئ بعض من يكتب العربية فيضعون نقطتين فوق الهاء مثل ( لة ، لونة ، مدرستة ، مكتبة ) كما لا يضعون النقطتين في المواضع التي تتطلبها في التاء المربوطة فيكتبون ( إجابه الأسئلة ) وغير ذلك ، ومن الأخطاء أيضا الخلط بين التاء المفتوحة ، والتاء المربوطة ، فيكتبون معذرة على الشكل التالي : ( معذرت ، ومثلها : حقيقت ) . وقد يعود الخطأ في هذه القاعدة ، إلى جهل أو نسيان من يكتبون القاعدة ، بالإضافة إلى سبب يعود إلى الخلط والاضطراب في الكتابة .‏
[size=12]ومن الخطأ أيضا إبدال الحروف وقلبها في غير ما تحكمه القاعدة الكتابية ، ومن ذلك الخلط بين ( الذال ) و( الزاي ) والسين والثاء فنقرأ في كتابة بعضهم ( زلك ) بالزاي ، كما يكتبون ( سانوي ) بالسين ، ولعل ذلك راجع إلى طريقة النطق الخاطئة التي يلتزمها بعض المعلمين في المدارس .‏
[size=12]ومن الأخطاء التي وردت أيضا لدى الطلاب وغـيرهم (لا بأن المصدرية ) كـما في ( أن لا تكتب )، وفي مثل ( لأن لا ) فإن الكتابة الصحيحة لهاتين الكلمتين ( لئلا تكتب ، ألا تكتب ) وكذلك أخطاؤهم في كتابة ( حينئذ ، ووقتئذ ) يكتبونها ( حين إذن ، ووقت إذن ) .‏
[size=12]وقد تعود هذه الأخطاء وغيرها إلى عدم كفاية التدريب في أثناء الدراسة في المرحلة الابتدائية وغيرها من مراحل التعليم العام ، وهذه الأخطاء تجأر في وجه مخرجاتنا التعليمية ؛ لتنعتها بالضعف مما يتطلب جهودا لردىء الصدع بين المرغوب من مناهجنا ، وواقع مخرجات التعليم ، وهذا في مجال الكتابة فما بالك في المجالات والمهارات والمعارف الأخرى ؟ ! .‏
[size=12]لقد توصلت كثير من الدراسات التي أجريت على كتابات الطلاب إلى أن جملة الأسباب في شيوع الأخطاء الإملائية تعود إلى خطئهم في الكلمات ذات الصلة بالقواعد النحوية ، وقد مرّ معنا ما يؤيد ذلك .‏
[size=12]كذلك عدم تدارك هذه الأخطاء منذ بداية عهد المتعلم بالتعلم ، فنرى خطأ ما في كتابة طالب في المستوى الجامعي ، ما كان له أن يستمر الخطأ في كتابة هذا الطالب ويستفحل لو أرشد إلى الصواب من البداية .‏
[size=12]إن بعض الأسباب تعود بالطبع إلى المعلم الذي يشكو حاله من ضعف لغوي ، وخاصة معلم المرحلة الابتدائية ، ومن نافلة القول أن نردد المثل القائل : فاقد الشيء لا يعطيه ؟‏
[size=12]يدافع الطلاب عن حالهم بالهروب إلى الأمام ، فمنهم من يدعي أنهم لم يدرسوا أو يتدربوا على قواعد الإملاء بالشكل المتقن والمتتابع والسليم ، ومنهم من يدعي أن المعلمين مروا بهذه القواعد بشكل متعجل لا يرقى إلى مستوى اكتسابهم مهارة الكتابة السليمة .‏
[size=12]ونستفيد من نتائج البحوث الكثيرة السابقة في مجال تقصي الأخطاء الإملائية وأسبابها ، فنسمع من أساتذة الجامعات أن الأسباب في أخطاء الطلاب الإملائية يعود إلى ضعف الطلاب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي ، كما يعود إلى تخلي كثير من الأساتذة عن موضوع السلامة اللغوية في كتابات الطلبة ، وأن الجامعة ليست المكان المناسب لإكساب الطلاب هذه المهارات ، ولعمري كيف يقرؤون في كتابات الطلبة فكرا في وعاء لغوي مشوش أو غير واضح ومشوه ؟ !‏
[size=12]يعود ضعف الطلبة في الإملاء إلى الضعف اللغوي العام في حديثهم وكتاباتهم ، ومن الحقائق غير المرغوبة أن نرى هذه المظاهر في طلبة تخصص اللغة العربية في كليات الآداب وكليات التربية ومعاهد إعداد معلمي اللغة العربية .‏
[size=12]إن ممتهني التعليم اليوم في ـ الغالب الأعم ـ يقبلون هذه المهنة عندما تسد أمامهم سبل الالتحاق بكليات أخرى ، وغالبا ما يكونون من ذوي الدرجات المتدنية في الشهادة الثانوية ، أما المتميزون فإنهم يعزفون عن هذه المهنة لأسباب كثيرة ليس هنا مجال بحثها .هذا إذا ما أضفنا عدم توافر الرغبة لدى من يلتحق في مهنة التعليم وعند كثير ممن ينخرطون في مهنة التعليم من ذوي الدرجات المتدنية الذين جاء ذكرهم في بداية هذه الفقرة .‏
[size=12]مما عرضنا نخلص إلى السؤال التالي : هل من علاج للأخطاء الإملائية ؟‏
[size=12]تقدم لنا الدراسات العديدة وآراء المتخصصين حقيقة لعلاج الأخطاء الإملائية ومفاد هذه الحقيقة أن هذه القضية تحتاج إلى رؤية شاملة ، تحيط بجميع الأبعاد المتعددة والمتشابكة التي تؤثر في هذه الأخطاء ، ومن بينها التفكير جديا في تقديم الكتابة بشكل وظيفي وجذاب ، وباستخدام التقنيات التعليمية ، واحتساب هامش في التقويم المدرسي لصالح سلامة الكتابة .‏
[size=12]ومن الحلول توزيع قواعد الإملاء على مناهج وكتب مراحل التعليم العام وإعادة التركيز على هذه القواعد في معاهد إعداد المعلمين وكليات التربية وخاصة تخصص معلم اللغة العربية ، وإغناء هذا التوجه بالتدريبات الوظيفية .‏
[size=12]التزام معلمي المواد المختلفة بالتركيز على سلامة كتابة الطلبة والعمل على تصحيحها وبشكل مستمر ، ومناقشة الأخطاء وإبراز أهمية السلامة اللغوية شفويا وكتابيا .‏
[size=12]تخصيص درجات محددة في التقويم لسلامة الكتابة في جميع المواد الدراسية ، وفي جميع المراحل الدراسية .‏
[size=12]وبعد فإن الكتابة العربية شغلت حيزا كبيرا ـ نسبيا ـ من اهتمام الباحثين على مر العصور العربية فقد ألف الشيخ مصطفى السفطي كتابا بعنوان ( النجابة في قواعد الكتابة ، 1903م ) .وكتب ساطع الحصري ( حول إصلاح رسم الكتابة العربية ) . وناقش على الجارم قضية ( حول كتابة العربية وقراءتها ) . أما عائشة عبد الرحمن فتحدثت عن ( رسم الكلمات العربية ) ، وأحمد عطية الله تحدث عن ( العوامل السيكولوجية في إصلاح الهجاء العربي ) وكتب طاهر الطنالحي مقالا ( 1938) : " هل يمكن إصلاح الحروف العربية ؟ وفي العام نفسه كتب أبو فاضل عن ( إصلاح الهجاء العربي ) . وكتب أحمد السكندري عن ( تيسير الهجاء العربي ) ، وألف الجنيدي خليفة كتابه ( نحو عربية أفضل ) ، والذي يستعرض ما ألف في هذا المجال يقف على حجم الجهود الكبيرة المبذولة في مجال الكتابة ، ففي العقد الخامس من القرن العشرين بلغ عدد ما ألف من كتب ومقالات وبحوث ثمانية وأربعين مؤلفا ، ومن المؤلفات البارزة أيضا ما كتبه محمود تيمور ( ضبط الكتابة العربية ) ، وفيه كلام أقل ما يقال فيه الشعور بصعوبة الكتابة العربية . وقدم إبراهيم عبد المطلب في كتابه ( الهداية إلى ضوابط الكتابة ، 1958م ) ثبتا بالأخطاء الشائعة في الصحف والمجلات وقد حصر عددها فبلغت 182خطأ منها : الألف اللينة ، وما يوصل بغيره من كلام ، وما يفصل عن غيره منه ، والحروف التي تحذف أو تزاد في بعض الكلمات .ولعلنا نستفيد من نتائج عمل عبد الفتاح شلبي وأعوانه عام 1960 م قال: إن صعوبة قواعد الإملاء هي السبب في وقوع التلاميذ في الخطأ الإملائي ، وإن تيسير قواعد النحو كفيل بالتخفيف من هذه الأخطاء ، وقد قدم الشلبي مجموعة من المقترحات حول الكتابة شكلت علامة على طريق ضرورة الاهتمام بمعالجة صعوبة الإملاء .وقد نمت البحوث في مجال تعليم اللغة العربية في العقد الثامن من القرن العشرين ، وقد دعت إلى توحيد الرسم الإملائي والإملاء والترقيم في الكتابة العربية . ومن هذه الجهود ما كتبه عبد العليم إبراهيم ( الإملاء والترقيم في الكتابة العربية ) . إن الكم الكبير الذي كتب عن تسهيل الكتابة العربية يدل على ضرورة أن هذه الكتابة تشكل إشكالية ما ، أو صعوبة ما لا بد من تضافر الجهود لتذليلها في هذا الزمن الذي تتعرض فيه لغتنا لهجمة غير مسبوقة ، ولعل ورشات عمل وندوات ، واجتماعات ، وبحوث جادة وهادفة نحتاجها اليوم من أجل تذليل الصعوبات أمام كتابتنا للحرف والكلمة بشكل سليم وموحد على مستوى كل من يستخدم الكتابة العربية من العرب والمسلمين وغيرهم ، مستفيدين من علوم حديثة ظهرت عند علماء اللغات الغربيين ، وبتوظيف هادف للتقنيات الحديثة التي يمكن أن تسهل جمع وتصحيح الأخطاء في الكتابة الإلكترونية وفق معايير واضحة وموحدة ، مما سينعكس انعكاسا إيجابيا في الكتابة اليدوية ، بالإضافة إلى مجموعة الملاحظات التربوية التي مرت معنا في هذه الملاحظات .‏
[size=12]وأخيرا إذا كان موضوع الكتابة قد أشبع بحثا فلماذا نعود إليه الآن ؟ الجواب ببساطة هو أننا لم نمر بمرحلة سابقة كنا مهددين بثقافتنا ، وأدواتها _ وبالطبع منها الكتابة _ أكثر مما نمر به اليوم ، وأمتنا أهل لأن تصد الغزاة ، وبعيدا عن العاطفة فمن يقرأ التاريخ يعرف صدق ما نقول .‏
[size=12]المراجع :‏
[size=12]أحمد محمد علي رشوان ( 1993) الأخطاء الشائعة الإملائية في كتابات طلاب شعبة التعليم الابتدائي ببعض كليات التربية وأسبابها ومقترحات لعلاجها .‏
[size=12]إبراهيم عبد المطلب ( 1958) الهداية إلى ضوابط الكتابة ، مطبعة مخيمر ، القاهرة .‏
[size=12]حسن شحاتة ( 1986م ) أساسيات تعلم الإملاء . مؤسسة الخليج العربي ، القاهرة .‏
[size=12]جابر عبد الحميد جابر ( 1995 ) الإملاء تعليمه وتعلمه ، وعلاقة الأخطاء فيه بمستوى التعليم ، ( بحث ) منشور ، حولية كلية التربية ، جامعة قطر .‏
[size=12]عبد العليم إبراهيم ( ب ت) الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، دار المعارف ، القاهرة .‏
[size=12]عبد الفتاح إسماعيل شلبي ( 1960) ، تقرير عن بحث في تيسير قواعد الإملاء ( إدارة البحوث الفنية ، القاهرة .‏
[size=12]محمد جهاد جمل ( 2003) ، البحث الصفي ، دار الكتاب الجامعي ، الإمارات .‏
[size=12]المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( 1985 م ) إدارة التربية . دليل بحوث تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي في الوطن العربي من 1900 ـ 19870م .‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
Salah
Salah
مدير المنتدى
مدير المنتدى

ذكر

عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 70

http://afaqbouz.societyforum.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى