وسطية الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
وسطية الإسلام
الإسلام دين الوسطية
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا "
هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط يدخل المسلم المسجد ليقضى فريضة الله ثم يخرج ليمارس عمله ومتطلبات حياته ولكن لا يدخل المسجد ويمكث فيه عمره كله لا يخرج منه وكذلك لا يصوم الدهر كله بل يصوم ويفطر والذين جاءوا إلى رسول الله e فقال أحدهم : أما فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثاني : أما أنا فأقوم أصلى ولا أرقد وقال الآخر : أما أنا فاعتزل النساء فلما علم النبي صلى الله عليه و سلم بحديثهم هذا قال لهم :" أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .
ويستوعب الدرس جيداً الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضى الله عنه الذي يرى رجلاً مسلماً يقوم الليل ويصوم النهار فيضيع بذلك حق امرأته عليه فيقول له : إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه ، ويقره النبي على ذلك ويقول :" صدق سلمان" .
فالإسلام وسط بين طائفة ألفت الجانب التعبيرى واقتصرت على الجانب الأخلاقي كالبوذية وبين طائفة تفرغت للعبادة والانقطاع عن الحياة والإنتاج كالرهبانية المسيحية لكن الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر محدودة فى اليوم كالصلاة أو فى السنة كالصوم أو في العمر كالحج ليظل موصولاً بالله دائماً ثم يطلق بعد ذلك ساعياً منتجاً يمشى في الأرض ويأكل من رزق الله .
ووسطية الإسلام فى الأخلاق واضحة بينة بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكاً أو شبه ملاك فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن له وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيواناً أو كالحيوان فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به وكانت نظرة الإسلام وسطاً بين هؤلاء فالإنسان فى نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل وفيه الشهوة قد هدى إلى الخير وإلى الشر وفيه استعداده للفجور واستعداده للتقوى ومهمته جهاد نفسه حتى تتزكى .
والإسلام وسط بين من شرعوا تعدد الزيجات بغير عدد أو قيد وبين من أنكره ورفضه ولو اقتضته مصلحة وفرضته الضرورة والحاجة فقد شرع الإسلام التعدد بشرط العدل بين الزوجتين وإلا فلا "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" .
وعن وسطية الإسلام يقول الدنماركى المسلم على يولى:
"إن الاعتدال والتوسط في كل شيء ، هما الفكرة الأساسية في الإسلام..".
عالمية الإسلام وعولمة اللا دينية
في موسم الحج ، وحول البيت العتيق ، ترى في الطواف أفواج المسلمين من جميع أنحاء العالم يطوفون حول الكعبة التي هي مركز عالمية الإسلام ، فتتجلى أمامك وأنت تطوف عالمية الإسلامية في أروع معانيها ، ترى الناس من جميع امم الأرض: العرب والعجم ، والأسود والأبيض ، وأهل الصين والسند. ..الأمريكي والإفريقي وأهل الجزيرة العربية ، وأهل فارس وأفغانستان ، والترك والشيشان ، يمر عليك أهل الحبشة بأجسادهم الطوال ، ومسلمو بكين بقاماتهم القصيرة وعيونهم الضيقة ، والحمر الأوروبيون ، والسمر الهنود ، وتسمع وأنت في ذلك المشهد المهيب ، دعاء واحدا ، منبثقا من عقيدة واحدة ، وقيم واحدة ، ومبادئ واحدة ، مختصرة في كلمتين اشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله ، كلهم يقولونها ، وكلهم يدينون بها ، وكلهم يؤمنون بأن هذه العقيدة أعلى من كل عقيدة ، وما ينبثق منها من التزامات أسمى من كل منهاج على وجه الأرض ، بل كلهم يؤمنون أن هذه العقيدة هي الحق وغيرها من العقائد البشرية والمناهج الوضعية هي الباطل ، بل من لم يؤمن بهذا التميز الصارم في عقيدة الإسلام ، لا يكون مسلماً ، قال تعالى: ( ذلك بأن الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير) فالله تعالى الحق ، وقوله الحق ، وشريعته الحق ، وكل ما يدعون من دونه من اله ، او يتوجهون إليه من أفكار ، أو يتخذونه دينا من تصورات ، كل ذلك باطل ، قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم) ، والطاغوت كل متبوع او معبود أو مطاع يقدم أمره او رأيه أو شرعته أو أفكاره وتصوراته على ما انزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم.
وإذا كانت العولمة هي فكرة غربية لا دينية يخطط لها لكي تفرض على العالمين على انها كعبة الشعوب التي يجب أن تلتقي حولها ثقافاتهم ، وقد أعطى الغرب لنفسه الحق المطلق ، لسلوك كل السبل الكفيلة بالوصول إلى هذا الهدف ، حتى القوة العسكرية ، مع ان هذه الفكرة الشيطانية الخاوية من كل فضيلة نتاج أفكار الإنسان ، فالإسلام الحق أولى ، وهو مبدأ الحق الذي أراد الله ان يجتمع عليه بنو آدم كلهم ليصبحوا سواء تحت مبدأ واحد هو العبودية لله تعالى والاتباع لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام أولى أن يدخل حلبة هذا الصراع الدولي ، ليتحدى بعالميته القائمة على الهدى والنور.
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا "
هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط يدخل المسلم المسجد ليقضى فريضة الله ثم يخرج ليمارس عمله ومتطلبات حياته ولكن لا يدخل المسجد ويمكث فيه عمره كله لا يخرج منه وكذلك لا يصوم الدهر كله بل يصوم ويفطر والذين جاءوا إلى رسول الله e فقال أحدهم : أما فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثاني : أما أنا فأقوم أصلى ولا أرقد وقال الآخر : أما أنا فاعتزل النساء فلما علم النبي صلى الله عليه و سلم بحديثهم هذا قال لهم :" أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .
ويستوعب الدرس جيداً الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضى الله عنه الذي يرى رجلاً مسلماً يقوم الليل ويصوم النهار فيضيع بذلك حق امرأته عليه فيقول له : إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه ، ويقره النبي على ذلك ويقول :" صدق سلمان" .
فالإسلام وسط بين طائفة ألفت الجانب التعبيرى واقتصرت على الجانب الأخلاقي كالبوذية وبين طائفة تفرغت للعبادة والانقطاع عن الحياة والإنتاج كالرهبانية المسيحية لكن الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر محدودة فى اليوم كالصلاة أو فى السنة كالصوم أو في العمر كالحج ليظل موصولاً بالله دائماً ثم يطلق بعد ذلك ساعياً منتجاً يمشى في الأرض ويأكل من رزق الله .
ووسطية الإسلام فى الأخلاق واضحة بينة بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكاً أو شبه ملاك فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن له وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيواناً أو كالحيوان فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به وكانت نظرة الإسلام وسطاً بين هؤلاء فالإنسان فى نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل وفيه الشهوة قد هدى إلى الخير وإلى الشر وفيه استعداده للفجور واستعداده للتقوى ومهمته جهاد نفسه حتى تتزكى .
والإسلام وسط بين من شرعوا تعدد الزيجات بغير عدد أو قيد وبين من أنكره ورفضه ولو اقتضته مصلحة وفرضته الضرورة والحاجة فقد شرع الإسلام التعدد بشرط العدل بين الزوجتين وإلا فلا "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" .
وعن وسطية الإسلام يقول الدنماركى المسلم على يولى:
"إن الاعتدال والتوسط في كل شيء ، هما الفكرة الأساسية في الإسلام..".
عالمية الإسلام وعولمة اللا دينية
في موسم الحج ، وحول البيت العتيق ، ترى في الطواف أفواج المسلمين من جميع أنحاء العالم يطوفون حول الكعبة التي هي مركز عالمية الإسلام ، فتتجلى أمامك وأنت تطوف عالمية الإسلامية في أروع معانيها ، ترى الناس من جميع امم الأرض: العرب والعجم ، والأسود والأبيض ، وأهل الصين والسند. ..الأمريكي والإفريقي وأهل الجزيرة العربية ، وأهل فارس وأفغانستان ، والترك والشيشان ، يمر عليك أهل الحبشة بأجسادهم الطوال ، ومسلمو بكين بقاماتهم القصيرة وعيونهم الضيقة ، والحمر الأوروبيون ، والسمر الهنود ، وتسمع وأنت في ذلك المشهد المهيب ، دعاء واحدا ، منبثقا من عقيدة واحدة ، وقيم واحدة ، ومبادئ واحدة ، مختصرة في كلمتين اشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله ، كلهم يقولونها ، وكلهم يدينون بها ، وكلهم يؤمنون بأن هذه العقيدة أعلى من كل عقيدة ، وما ينبثق منها من التزامات أسمى من كل منهاج على وجه الأرض ، بل كلهم يؤمنون أن هذه العقيدة هي الحق وغيرها من العقائد البشرية والمناهج الوضعية هي الباطل ، بل من لم يؤمن بهذا التميز الصارم في عقيدة الإسلام ، لا يكون مسلماً ، قال تعالى: ( ذلك بأن الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير) فالله تعالى الحق ، وقوله الحق ، وشريعته الحق ، وكل ما يدعون من دونه من اله ، او يتوجهون إليه من أفكار ، أو يتخذونه دينا من تصورات ، كل ذلك باطل ، قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم) ، والطاغوت كل متبوع او معبود أو مطاع يقدم أمره او رأيه أو شرعته أو أفكاره وتصوراته على ما انزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم.
وإذا كانت العولمة هي فكرة غربية لا دينية يخطط لها لكي تفرض على العالمين على انها كعبة الشعوب التي يجب أن تلتقي حولها ثقافاتهم ، وقد أعطى الغرب لنفسه الحق المطلق ، لسلوك كل السبل الكفيلة بالوصول إلى هذا الهدف ، حتى القوة العسكرية ، مع ان هذه الفكرة الشيطانية الخاوية من كل فضيلة نتاج أفكار الإنسان ، فالإسلام الحق أولى ، وهو مبدأ الحق الذي أراد الله ان يجتمع عليه بنو آدم كلهم ليصبحوا سواء تحت مبدأ واحد هو العبودية لله تعالى والاتباع لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام أولى أن يدخل حلبة هذا الصراع الدولي ، ليتحدى بعالميته القائمة على الهدى والنور.
مواضيع مماثلة
» عرض حول حقوق الإنسان في الإسلام
» خصائص التفكير المنهجي في الإسلام
» درس خصائص التفكير المنهجي في الإسلام
» باقة من آداب الكلام … في دين الإسلام
» التربية البيئية في الإسلام -مفهومها..أهدافها
» خصائص التفكير المنهجي في الإسلام
» درس خصائص التفكير المنهجي في الإسلام
» باقة من آداب الكلام … في دين الإسلام
» التربية البيئية في الإسلام -مفهومها..أهدافها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى