تقديم لكتاب " الأدب و الغرابة " لعبد الفتاح كيليطو
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة :: الدروس :: 1AB :: الشعب الأدبية :: مادة اللغة العربية :: المؤلفات
صفحة 1 من اصل 1
تقديم لكتاب " الأدب و الغرابة " لعبد الفتاح كيليطو
أولا: حول عبد الفتاح كيليطو:
يعد عبد الفتاح كيليطو أحد الباحثين المتميزين في النقد المغربي المعاصر، سواء من حيث كم الكتب والدراسات والبحوث التي نشرها، أو من خلال النوع، نوعية هذه الدراسات وما تقدمه من جديد في ميدان التفكير الأدبي، وما تفتحه من أسئلة حقيقية من راهن السؤال النقدي المعاصر وتعقيداته النظرية والتطبيقية، وقد عرف عبد الفتاح كيليطو في الثقافة المغربية المعاصرة بجلده في البحث وصبره المتفاني في إخراج أعماله مركزة مليئة بالإشارات التي تفتح مجالات خصبة في الدرس النقدي ومدارسه، لكن تميز أكثر في إعادة قراءته للتراث القديم بنظرة منفتحة تطرح أسئلة جديدة بشكل مشاغب واستفزازي أحيانا.
إن الأعمال التي قام بها عبد الفتاح شبيهة بالحفر الأركيولوجي في النصوص، فهو يستطيع أن ينفذ إلى موضوعه من خلال جزئية هامشية تبدو في الأصل غير ذات معنى، أو تبدو من المسلمات التي لا يعيرها العقل انتباها، حتى إذا بدأ في مقاربتها والاقتراب من أسوارها تشكلت شيئا آخر حافلا بالمعنى، إن عبد الفتاح كيليطو يجبرنا في كل كتبه على إعادة طرح الأسئلة القديمة التي كنا نظن أن التطرق إليها هو ضرب من ضباع الوقت، وأنها إشكاليات قديمة عفا عنها الزمن وأصبحت جزءا من التراث الأدبي والنقدي، لكنه يكشف عتها بطرق جديدة مستفيدا مما وصل إليه الدرس النقدي المعاصر من تقنيات منهجية جديدة كالسيميائيات وتحليل الخطاب والبلاغة المعاصرة وغيرها من المعارف المتداخلة.
أصدر الأستاذ عبد الفتاح عددا من الكتب والدراسات القيمة أغنت الخزانة المغربية والعربية على السواء نذكر منها:
1. الحكاية والتأويل.
2. أبو العلاء المعري أو متاهات القول.
3. لسان آدم.
4. حصان نيتشه.
5. الغائب .(دراسات في مقامات الحريري)
6. لنتتكلم لغتي.
7. الأدب والغرابة دراسات بنيوية في الأدب العربي.
ثانيا: حول كلمة المؤلف:
ليس غريبا أن يكتب المؤلف مقدمة لكتبه النقدية، فهذه من العادات المألوفة في كل كتاب نقدي، فالمقدمة تهيىء القارىء لاستقبال النص ووضعه في المكان الذي يريده له المؤلف، يمكن اعتبار المقدمة بمثابة تأطير للنص النقدي، وتوجيه القارىء نحو خيط رفيع يظن المؤلف أن بدونه قد تؤول كتاباته إلى دلالات لا يريدها، لكن مع أهمية المقدمة في النصوص النقدية إلا أنها تنطوي في بعض الأحيان على كثير من الخدع الفكرية ينبغي القارىء أن ينتبه إليها جيدا وهو يقرأ النص النقدي. فالنص النقدي عندما يكتب لا يصبح ملكا لصاحبه وإنما يصبح ملكا القارئ يستنطقه ويكتشف مجاهله ومستغلقاته.
يحاول المؤلف أن يقنعنا أنه قبل سنة 1969 لم يكن بعرف شيئا عن النقد الجديد، بل لم يكن يهتم بالمدارس الحديثة وما أنتجته من أفكار ومناهج، فقد كان يقتصر في تحليله للنصوص على طرق القدماء أو ما أسماه بالطريقة التقليدية التي تعتمد على تسجيل بعض الخواطر العابرة عن النصوص.
كان كيليطو- حسب ما صرح به- يقرأ لدوستوفسكي و بروست و فلوبير و كافكا، وكان يعتقد أن هؤلاء يمثلون الأدب الرفيع وغيرهم من الحداثيين يمثلون الأدب السخيف…!
ثم بدأ يقرأ مجلة Communication فاكتشف عوالم جديدة في دراسة الأدب وتحليل النصوص، وتعرف إلى مناهج ما كانت تخطر له عن بال، ومن هنا سيطور كيليطو أدواته التحليلية وأساليب دراسته للأدب لاكتشاف مساحات نصية لم يكن من اليسير التطرق إليها في ظل المناهج التقليدية القديمة، فكانت هذه المجلة بمثابة فتح كبير على كيليطو…
ومهما يكن من أمر، فإن هذا الاعتراف بالجهل والقصور من عبد الفتاح كيليطو قبل سنة 1969 ينبغي أن ينظر إليه من زاويتين:
1- شجاعة قل نظيرها عند مثقفينا الذين لا يعترفون بأخطائهم، فيعتقدون أن الثقافة كل الثقافة هي ما يمتلكونه وحدهم من معارف ومهارات، وبهذا الأسلوب لن يطوروا مهاراتهم ولن ينفتحوا أبدا على الآخر، بل تراهم يعيشون وهم الريادة حتى يجدوا أنفسهم يسبحون خارج تيار الفكر الحديث.
2- أنا أشك في هذا الاعتراف وأعتقد أنه اعتراف ماكر من مثقف يتحدث بلغة مهذبة وكأنه يقول للمثقفين الآخرين: أيها السادة إن مناهجكم وطرقكم في قراءة النصوص هي طرق بدائية لا يمكنها أن تضيء مساحات النصوص القديمة، فهي إذن دعوة للانفتاح أكثر على مناهج الدرس النقدي الحديث وتطوير تقنيات التحليل، ودليلنا على ذلك أن الثورة النقدية في فرنسا والكثير من الأفكار الجريئة في تحليل النصوص وقراءتها قد وصلت فرنسا قبل هذا التاريخ بفترة طويلة، أشير هنا إلى الشكلانيين الروس والبنيويات بكل مدارسها واتجاهاتها.
ثم إن إشعاعات المدرسة الشعرية الفرنسية قد سبقت هذا التاريخ بزمن، وكان كيليطو يعرف هذه الاتجاهات بحكم تدريسه في المدرسة الفرنسية وبحكم تخصصه في الأدب الفرنسي.
ثالثا: كلمة حول مقدمة عبد الكبير الخطيبي:
لا أدري شخصيا- ولا أريد أن أعرف-إن كان الكتاب النقدي يحتاج إلى مقدمة أخرى مهما كانت درجة مقدم الكتاب العلمية ومكانته الأكاديمية، على كل حال أحس بأن كثرة المقدمات في الكتب النقدية تخنقني…!
يبدأ عبد الكبير الخطيبي في تحديد الجنس الأدبي للكتاب ويصنفه في إطار “النقد الأدبي”، الكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات المتنوعة لكن يجمعها خيط واحد هو الأدب العربي القديم واستثمار النظريات الحديثة المتصلة بموضوع الكتابة.
يحس الخطيبي أن مقدمته ستكون بدون معنى مادام المؤلف قد وضع بنفسه مقدمة لكتابته ويبدأ في الحديث عن أنواع المقدمات ويقسمها إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مقدمة تقريظية وهذا النوع في نظرنا لا خير فيه وقد ابتلي النقد المغربي بهوسه وما يزال وخلق عندنا نقدا للمجاملة والنفاق سواء في النقد المدرسي أو النقد الصحفي.
النوع الثاني: هو المقدمة النقدية (نسميها نحن بالمقدمة المحايدة أو الموضوعية تمييزا لها عن النوع الأول والنوع الثالث)، هذا النوع من المقدمات يقدم النص كما هو ، دون أن يقحم صوته مع صوت المؤلف، وغاية ما يقوم به هو أن يبين أصالة المؤلف وما قدمه من أفكار في أسلوب بسيط،
النوع الثالث من المقدمات: هو المقدمات الموازية، وهي مقدمات مستقلة عن النص النقدي تروم محاورته واستكشاف منغلقاته، فهي نص مستقل تماما، أو بتعبير أكثر دقة هي نص نقدي إبداعي يتسم بالجرأة والحرية في قراءة النص، وهذا النوع هو أكثر الأنواع التزاما بمفهوم النقد الأدبي، لأن النص الحقيقي هو النص الذي يترك للمقدم هامشا كبيرا للإبداع والمناورة…
لكن أي نوع من المقدمات يعتمد الخطيبي…؟
يشير الخطيبي إلى أن نية المؤلف هي تدقيق بعض المفاهيم النقدية من قبيل : الأدب، النوع، النص، تاريخ الأدب، السرد….إن تعامل الناقد مع هذه المفاهيم ليس تعاملا قاموسيا صرفا، بل هو تعامل ماكر يفترض منه أن يكون ناقدا، وبتعبير دقيق فإن المؤلف لا يقدم مفاهيم جاهزة بل يقوم بعملية قرائية لهذه المفاهيم من خلال النصوص النقدية نفسها مستوحيا هذه المفاهيم من عمق قراءته للنصوص القديمة: مقامات الحريري، ألف ليلة وليلة….
هناك ملاحظة أشار إليها مقدم الكتاب تتعلق بكون المؤلف يمارس طقوس الأستاذية في تقريره النقدي، وهذه مسألة ليست غريبة بالنسبة لنا، بل هي جزء من العملية النقدية، حين يصبح الناقد متحكما في العملية النقدية يملي ما يتوصل إليه من نتائج وخبرات قرائية كأنها يقين أو أشبه باليقين.
في هذا السياق يحاول المقدم أن يميز بين مفهومين نقديين هما الكلام والكتابة، منتصرا بشكل ضمني للكتابة، (هذه إشكالية من صميم الدرس اللساني/راجع سوسير مع أستاذك) ، ومع أن المقدم حاول جاهدا أن يبسط الفرق بين الكلام والكتابة فإننا نشعر أن هذا التمييز ليس واضحا تماما، بعبارة أكثر وضوحا إن الكتابة هي عملية انتقائية للكلام فهي إذن مستوى متطور من مستويات الكلام أو هي تجاوز للكلام. أو إذا شئت أن تكون أكثر تدقيقا: الكتابة هي أن تتعلم كيف تجعل من الكلام غرابة حقيقية، غرابة تجعلك تغوص في المختلف الذي يصدم القارئ.
يعد عبد الفتاح كيليطو أحد الباحثين المتميزين في النقد المغربي المعاصر، سواء من حيث كم الكتب والدراسات والبحوث التي نشرها، أو من خلال النوع، نوعية هذه الدراسات وما تقدمه من جديد في ميدان التفكير الأدبي، وما تفتحه من أسئلة حقيقية من راهن السؤال النقدي المعاصر وتعقيداته النظرية والتطبيقية، وقد عرف عبد الفتاح كيليطو في الثقافة المغربية المعاصرة بجلده في البحث وصبره المتفاني في إخراج أعماله مركزة مليئة بالإشارات التي تفتح مجالات خصبة في الدرس النقدي ومدارسه، لكن تميز أكثر في إعادة قراءته للتراث القديم بنظرة منفتحة تطرح أسئلة جديدة بشكل مشاغب واستفزازي أحيانا.
إن الأعمال التي قام بها عبد الفتاح شبيهة بالحفر الأركيولوجي في النصوص، فهو يستطيع أن ينفذ إلى موضوعه من خلال جزئية هامشية تبدو في الأصل غير ذات معنى، أو تبدو من المسلمات التي لا يعيرها العقل انتباها، حتى إذا بدأ في مقاربتها والاقتراب من أسوارها تشكلت شيئا آخر حافلا بالمعنى، إن عبد الفتاح كيليطو يجبرنا في كل كتبه على إعادة طرح الأسئلة القديمة التي كنا نظن أن التطرق إليها هو ضرب من ضباع الوقت، وأنها إشكاليات قديمة عفا عنها الزمن وأصبحت جزءا من التراث الأدبي والنقدي، لكنه يكشف عتها بطرق جديدة مستفيدا مما وصل إليه الدرس النقدي المعاصر من تقنيات منهجية جديدة كالسيميائيات وتحليل الخطاب والبلاغة المعاصرة وغيرها من المعارف المتداخلة.
أصدر الأستاذ عبد الفتاح عددا من الكتب والدراسات القيمة أغنت الخزانة المغربية والعربية على السواء نذكر منها:
1. الحكاية والتأويل.
2. أبو العلاء المعري أو متاهات القول.
3. لسان آدم.
4. حصان نيتشه.
5. الغائب .(دراسات في مقامات الحريري)
6. لنتتكلم لغتي.
7. الأدب والغرابة دراسات بنيوية في الأدب العربي.
ثانيا: حول كلمة المؤلف:
ليس غريبا أن يكتب المؤلف مقدمة لكتبه النقدية، فهذه من العادات المألوفة في كل كتاب نقدي، فالمقدمة تهيىء القارىء لاستقبال النص ووضعه في المكان الذي يريده له المؤلف، يمكن اعتبار المقدمة بمثابة تأطير للنص النقدي، وتوجيه القارىء نحو خيط رفيع يظن المؤلف أن بدونه قد تؤول كتاباته إلى دلالات لا يريدها، لكن مع أهمية المقدمة في النصوص النقدية إلا أنها تنطوي في بعض الأحيان على كثير من الخدع الفكرية ينبغي القارىء أن ينتبه إليها جيدا وهو يقرأ النص النقدي. فالنص النقدي عندما يكتب لا يصبح ملكا لصاحبه وإنما يصبح ملكا القارئ يستنطقه ويكتشف مجاهله ومستغلقاته.
يحاول المؤلف أن يقنعنا أنه قبل سنة 1969 لم يكن بعرف شيئا عن النقد الجديد، بل لم يكن يهتم بالمدارس الحديثة وما أنتجته من أفكار ومناهج، فقد كان يقتصر في تحليله للنصوص على طرق القدماء أو ما أسماه بالطريقة التقليدية التي تعتمد على تسجيل بعض الخواطر العابرة عن النصوص.
كان كيليطو- حسب ما صرح به- يقرأ لدوستوفسكي و بروست و فلوبير و كافكا، وكان يعتقد أن هؤلاء يمثلون الأدب الرفيع وغيرهم من الحداثيين يمثلون الأدب السخيف…!
ثم بدأ يقرأ مجلة Communication فاكتشف عوالم جديدة في دراسة الأدب وتحليل النصوص، وتعرف إلى مناهج ما كانت تخطر له عن بال، ومن هنا سيطور كيليطو أدواته التحليلية وأساليب دراسته للأدب لاكتشاف مساحات نصية لم يكن من اليسير التطرق إليها في ظل المناهج التقليدية القديمة، فكانت هذه المجلة بمثابة فتح كبير على كيليطو…
ومهما يكن من أمر، فإن هذا الاعتراف بالجهل والقصور من عبد الفتاح كيليطو قبل سنة 1969 ينبغي أن ينظر إليه من زاويتين:
1- شجاعة قل نظيرها عند مثقفينا الذين لا يعترفون بأخطائهم، فيعتقدون أن الثقافة كل الثقافة هي ما يمتلكونه وحدهم من معارف ومهارات، وبهذا الأسلوب لن يطوروا مهاراتهم ولن ينفتحوا أبدا على الآخر، بل تراهم يعيشون وهم الريادة حتى يجدوا أنفسهم يسبحون خارج تيار الفكر الحديث.
2- أنا أشك في هذا الاعتراف وأعتقد أنه اعتراف ماكر من مثقف يتحدث بلغة مهذبة وكأنه يقول للمثقفين الآخرين: أيها السادة إن مناهجكم وطرقكم في قراءة النصوص هي طرق بدائية لا يمكنها أن تضيء مساحات النصوص القديمة، فهي إذن دعوة للانفتاح أكثر على مناهج الدرس النقدي الحديث وتطوير تقنيات التحليل، ودليلنا على ذلك أن الثورة النقدية في فرنسا والكثير من الأفكار الجريئة في تحليل النصوص وقراءتها قد وصلت فرنسا قبل هذا التاريخ بفترة طويلة، أشير هنا إلى الشكلانيين الروس والبنيويات بكل مدارسها واتجاهاتها.
ثم إن إشعاعات المدرسة الشعرية الفرنسية قد سبقت هذا التاريخ بزمن، وكان كيليطو يعرف هذه الاتجاهات بحكم تدريسه في المدرسة الفرنسية وبحكم تخصصه في الأدب الفرنسي.
ثالثا: كلمة حول مقدمة عبد الكبير الخطيبي:
لا أدري شخصيا- ولا أريد أن أعرف-إن كان الكتاب النقدي يحتاج إلى مقدمة أخرى مهما كانت درجة مقدم الكتاب العلمية ومكانته الأكاديمية، على كل حال أحس بأن كثرة المقدمات في الكتب النقدية تخنقني…!
يبدأ عبد الكبير الخطيبي في تحديد الجنس الأدبي للكتاب ويصنفه في إطار “النقد الأدبي”، الكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات المتنوعة لكن يجمعها خيط واحد هو الأدب العربي القديم واستثمار النظريات الحديثة المتصلة بموضوع الكتابة.
يحس الخطيبي أن مقدمته ستكون بدون معنى مادام المؤلف قد وضع بنفسه مقدمة لكتابته ويبدأ في الحديث عن أنواع المقدمات ويقسمها إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مقدمة تقريظية وهذا النوع في نظرنا لا خير فيه وقد ابتلي النقد المغربي بهوسه وما يزال وخلق عندنا نقدا للمجاملة والنفاق سواء في النقد المدرسي أو النقد الصحفي.
النوع الثاني: هو المقدمة النقدية (نسميها نحن بالمقدمة المحايدة أو الموضوعية تمييزا لها عن النوع الأول والنوع الثالث)، هذا النوع من المقدمات يقدم النص كما هو ، دون أن يقحم صوته مع صوت المؤلف، وغاية ما يقوم به هو أن يبين أصالة المؤلف وما قدمه من أفكار في أسلوب بسيط،
النوع الثالث من المقدمات: هو المقدمات الموازية، وهي مقدمات مستقلة عن النص النقدي تروم محاورته واستكشاف منغلقاته، فهي نص مستقل تماما، أو بتعبير أكثر دقة هي نص نقدي إبداعي يتسم بالجرأة والحرية في قراءة النص، وهذا النوع هو أكثر الأنواع التزاما بمفهوم النقد الأدبي، لأن النص الحقيقي هو النص الذي يترك للمقدم هامشا كبيرا للإبداع والمناورة…
لكن أي نوع من المقدمات يعتمد الخطيبي…؟
يشير الخطيبي إلى أن نية المؤلف هي تدقيق بعض المفاهيم النقدية من قبيل : الأدب، النوع، النص، تاريخ الأدب، السرد….إن تعامل الناقد مع هذه المفاهيم ليس تعاملا قاموسيا صرفا، بل هو تعامل ماكر يفترض منه أن يكون ناقدا، وبتعبير دقيق فإن المؤلف لا يقدم مفاهيم جاهزة بل يقوم بعملية قرائية لهذه المفاهيم من خلال النصوص النقدية نفسها مستوحيا هذه المفاهيم من عمق قراءته للنصوص القديمة: مقامات الحريري، ألف ليلة وليلة….
هناك ملاحظة أشار إليها مقدم الكتاب تتعلق بكون المؤلف يمارس طقوس الأستاذية في تقريره النقدي، وهذه مسألة ليست غريبة بالنسبة لنا، بل هي جزء من العملية النقدية، حين يصبح الناقد متحكما في العملية النقدية يملي ما يتوصل إليه من نتائج وخبرات قرائية كأنها يقين أو أشبه باليقين.
في هذا السياق يحاول المقدم أن يميز بين مفهومين نقديين هما الكلام والكتابة، منتصرا بشكل ضمني للكتابة، (هذه إشكالية من صميم الدرس اللساني/راجع سوسير مع أستاذك) ، ومع أن المقدم حاول جاهدا أن يبسط الفرق بين الكلام والكتابة فإننا نشعر أن هذا التمييز ليس واضحا تماما، بعبارة أكثر وضوحا إن الكتابة هي عملية انتقائية للكلام فهي إذن مستوى متطور من مستويات الكلام أو هي تجاوز للكلام. أو إذا شئت أن تكون أكثر تدقيقا: الكتابة هي أن تتعلم كيف تجعل من الكلام غرابة حقيقية، غرابة تجعلك تغوص في المختلف الذي يصدم القارئ.
مواضيع مماثلة
» “الحداثة النقدية في كتاب” الأدب والغرابة” لعبد الفتاح كيليطو”
» تنبيهات مفيدة عند تقديم الامتحان ..
» الواقعية الجديدة في الأدب العربي الحديث
» حُــدودُ التـقارُب بين الـرّوائي و السِّـيرذاتي في الأدب المغـربيّ الحَـديث
» " في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون أول نص أوطبيوغرافي مغربي
» تنبيهات مفيدة عند تقديم الامتحان ..
» الواقعية الجديدة في الأدب العربي الحديث
» حُــدودُ التـقارُب بين الـرّوائي و السِّـيرذاتي في الأدب المغـربيّ الحَـديث
» " في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون أول نص أوطبيوغرافي مغربي
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة :: الدروس :: 1AB :: الشعب الأدبية :: مادة اللغة العربية :: المؤلفات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى