ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
المنتدى في خدمة جميع الأساتذة و الطلبة
ثانوية ابن خلدون التأهيلية ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة المهجر

اذهب الى الأسفل

مدرسة المهجر Empty مدرسة المهجر

مُساهمة من طرف Salah 15/1/2010, 15:36

مدرسة المهجر


بدأ آلاف المهاجرين العرب من الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي رحلتهم الطويلة إلى بلاد المهجر (أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية)؛ لأسباب اقتصادية وسياسية في المقام الأول. فقد كانت بلاد الشام ولاية عثمانية تتعرض لما تتعرض له الولايات العربية الأخرى تحت الحكم التركي من تعسّف الحكّام وسوء الإدارة. وأما من كانوا يعارضون سياسة التتريك العثمانية، ويجاهدون للإبقاء على الهوية العربية، فنصيبهم الاضطهاد والمعتقلات.

وقد ازدادت الأوضاع السياسية سوءًا عندما قرَّرت الدول الأوروبية الكبرى مواجهة الدولة العثمانية، واقتسام أملاكها شيئًا فشيئًا، فانحازت كل دولة إلى فرقة أو طائفة على حساب أمن الشام واستقراره. فاشتعلت الفتن الطائفية والدينية وحدثت مذابح كثيرة، وساءت الأحوال الاقتصادية في بلاد كثيرة السكان ضيِّقة المساحة، وهلكت المحاصيل الزراعية بالأوبئة والحشرات، إضافة إلى ارتفاع الضرائب المفروضة على المزارعين وأصحاب المتاجر الصغيرة. وهكذا فكر عدد كبير من السكان بالهجرة، وتطلعت أبصارهم إلى الغرب وإلى الأمريكتين بخاصة، فقد سمعوا عنها وعما تتمتع به من ثراء وحضارة وحرية، وذلك من خلال جمعيات التنصير ومدارسه التي تعلم فيها بعض منهم. وقد شجعهم ذلك على الهجرة عن بلادهم وأهليهم، علهم يطمئنون على أرواحهم وأنفسهم ويصيبون شيئًا من الثراء في جو يسوده الأمان والحرية والرخاء.

انقسمت قوافل المهاجرين إلى العالم الجديد إلى قسمين؛ قسم قصد الولايات المتحدة الأمريكية واستقر في الولايات الشرقية والشمالية الشرقية منها، وتوجه القسم الآخر إلى أمريكا الجنوبية وبخاصة البرازيل والأرجنتين والمكسيك.

وجد المهاجرون عناءً وتعبًا، فلم يكن الحصول على لقمة العيش سهلاً، كما ظنوه وكما زُيّن لهم، ولكنهم وجدوا في بيئتهم الجديدة من الحرية ما ساعدهم على ممارسة إبداعهم الأدبي، كما أن شعورهم بالغربة وحنينهم إلى الوطن البعيد، وخوفهم على لغتهم وهويتهم العربية من الضياع، في مجتمعات يبدو كل شيء فيها غريبًا عنهم، جعلهم يلتفون حول بعضهم بعضًا، ودفعهم إلى تأسيس الجمعيات والأندية والصحف والمجلات؛ يلتقون فيها ويمارسون من خلالها أنشطتهم، وظهر من بينهم الشعراء والأدباء الذين نشأت بهم مدرسة عربية أدبية مهمة هناك، سميت بمدرسة المهجر، أسهمت مساهمة مقدرة في نهضة الأدب العربي الحديث. وقد انقسمت مدرسة المهجر إلى مدرستين هما:

الرابطة القلمية
إحدى الجمعيات الأدبية التي أسسها مهاجرو الشام في أمريكا الشمالية في نيويورك (1920م)، وكان الشاعر جبران خليل جبران، وراء فكرة تأسيسها، فترأسها وأصبح أبرز أعضائها. وقد ضمّت الرابطة إلى جانب جبران كلاً من الأدباء: ندرة حداد، وعبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ووليم كاتسفليس، ووديع باحوط، وإيليا عطاء الله.

استمر نشاط الرابطة الأدبي عشرة أعوام، وكان أعضاؤها ينشرون نتاجهم الأدبي في مجلة الفنون التي أسَّسها نسيب عريضة، ثم في مجلة السائح لعبد المسيح حداد. وقد توقف هذا النشاط بوفاة جبران وتَفَرُّقِ أعضائها؛ إما بالوفاة وإمَّا بالعودة إلى الوطن.

كان هدف الرابطة القلمية هو بث روح التجديد في الأدب العربي شعرًا ونثرًا، ومحاربة التقليد، وتعميق صلة الأدب بالحياة وجعل التجربة الكتابية تنفتح على آفاق أوسع مما كانت تدور حول فلكه من النماذج القديمة في الأدب العربي.

ويبدو أن أدباء الرابطة القلمية قد حققوا الكثير من أهدافهم، وقد ساعدهم على ذلك ما كان يجمع بين أعضائها من تآلف وتشابه في الميول والاهتمامات، إضافة إلى المناخ الحر الذي كانوا يتنفسون أريجه، وما كان يعج به من أحدث التيارات الفكرية والاتجاهات الأدبية آنذاك.

العصبة الأندلسية
تأسست عام 1932م في ساو باولو بالبرازيل، ولعل السبب في هذه التسمية هو الجو الأسباني الذي يطبع الحياة العامة في أمريكا الجنوبية، وكأنه قد أثار كَوَامنَ الشجن في نفوس هؤلاء المهاجرين وأعادهم إلى ذكريات العرب أيام مجدهم بالأندلس. تبنَّى الشاعر شكرالله الجرّ فكرة التأسيس، فاجتمع عدد من الشعراء والمهتمين في منزل ميشيل المعلوف لهذا الغرض، وحضر الاجتماع الأعضاء المؤسسون وهم: شكرالله الجر، ميشيل المعلوف، نظير زيتون، حبيب مسعود، إسكندر كرباح، نصر سمعان، داود شكور، يوسف البعيني، حسني غراب، يوسف أسعد غانم، أنطون سليم سعد، ثم انضم إليهم فيما بعد عدد من الشعراء والكتاب. وتولى رئاستها ميشيل المعلوف. وظل أعضاؤها ينشرون إنتاجهم الأدبي في مجلة الأندلس الجديدة لصاحبها شكرالله الجر لمدة عام، ثم صدر العدد الأول من مجلة العصبة الأندلسية، عام 1934م، وتولى حبيب مسعود رئاسة تحريرها. وقد استمرت هذه المجلة في الصدور حتى عام 1960م، وتخلل ذلك فترة انقطاع من عام 1941م إلى عام 1947م.

لا تختلف أهداف إنشاء العصبة الأندلسية عن أهداف الرابطة القلمية كثيرًا، فهناك رغبة مشتركة في الحفاظ على اللغة العربية، وبث روح التآخي والتآزر بين الأدباء في المهجر، وجمع شملهم، ورعايتهم، وتسهيل نشر إنتاجهم في المجلة أو من خلال المجموعات والدواوين الشعرية، وإقامة جسر حي بين هذا الأدب ونظيره في الوطن العربي الكبير، خصوصًا بعد توقف نشاط الرابطة القلمية. غير أن تواضع البيئة الثقافية التي عاش فيها أدباء المهجر الجنوبي وعدم وجود شخصية مثل شخصية جبران بينهم، ووجود تباين في ثقافة أعضائها ونزعاتهم واهتماماتهم وانتماءاتهم الفكرية والوطنية، وتبني سياسة مرنة في النشر في المجلة؛ جعل أدب المهجر الجنوبي، فيما عدا استثناءات قليلة، أدبًا تقليديًا مقارنة بأدب المهجر الشمالي، وقد عاب أدباء الشمال هذه التقليدية على أدباء الجنوب.

وأيًا كان الحال، فإن الأدب العربي في المهجر الشمالي والجنوبي، بثرائه، واتساع آفاقه؛ نتيجة تفرد تجربته وظروف مُبْدِعِيهِ، يظل جزءًا مهمًّا وفاعلاً في دائرة الإبداع الأدبي المعاصر.

المصدر / الموسوعة العربية العالمية
Salah
Salah
مدير المنتدى
مدير المنتدى

ذكر

عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 70

http://afaqbouz.societyforum.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدرسة المهجر Empty رد: مدرسة المهجر

مُساهمة من طرف Salah 15/1/2010, 15:53

س1 : ما المراد بأدب المهاجر ؟ ومتى بدأت الهجرة ؟ وما أسبابها ؟
جـ : المراد بأدب المهاجر: أدب هؤلاء الشعراء العرب المهاجرين من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية.
- وقد بدأت هذه الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر واستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين .
أسباب الهجرة :
1 - فساد الحكم العثماني ، والاستبداد السياسي ، وكبت الحريات.
2 - الصراع المذهبي ، والتعصب الديني .
3 - الضغط الاقتصادي والبحث عن سعة الرزق .
4 - ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات .

س2: ظهر نشاط مدرسة المهاجر في رابطتين ، فما اسم كل منهما ؟ وما الفرق بينهما وسببه ؟
جـ : ظهر نشاط المهاجرين في رابطتين :
* الأولى (الرابطة القلمية) : في أمريكا الشمالية وأسسها (جبران خليل) في نيويورك سنة 1920م ، وانضم إليه (إيليا أبو ماضي) و (ميخائيل نعيمة) وغيرهما من عرب الشام .
* والثانية (العصبة الأندلسية) : في أمريكا الجنوبية سنة 1933م ، ومن مؤسسيها : رشيد خوري ، والشاعر القروي ، وإلياس فرحات وغيرهم .
- والفرق بينهما أن الرابطة القلمية أكثر تجديدا في الشكل والمضمون لتحرر البيئة حولهم ، مما دفعهم إلى التأثر بها.
- أما العصبة الأندلسية فكانت أكثر محافظة على القديم من لفظ فصيح ووزن وقافية ؛ لأن بيئة أمريكا الجنوبية أقل تحرراً ، وأهلها من الإسبانيين الذين لهم جذور عربية ، فهم أقرب إلى المحافظة على القديم .

س3 : ما العوامل التي أثرت في أدب المهاجر؟
جـ : العوامل التي أثرت في أدب المهاجر :
1 - الشعور بالحرية في وطنهم الجديد ، ولم تكن متاحة لهم في الشرق فدفعهم ذلك إلى التغني بالحرية (حلمهم الذي كان ضائعا ووجدوه) في أشعارهم .. يقول " أمين الريحاني " عندما شاهد تمثال الحرية في أمريكا :
متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية ؟
ويقول رشيد أيوب (1871 - 1941) :
و حقِّك يا حــريةً قد عشِقْتُها و أنفقتُ عمري في هواهَا محاربَا
لأنتِ مُنىَ الدنيا و غايةُ سُؤْلِها وأفضلُ شيء قد رأيتُ مناســبَا

2 - تفاعل شخصيتهم الشرقية مع الشخصية الغربية ، وامتزاج ثقافتهم العربية بالثقافات الأجنبية ، مما أدى إلى أدب جديد فيه ملامح الشرق والغرب .

3 - اتصالهم بالثقافة الأجنبية التي عاشوا في أجوائها ، وباتجاهات الأدب الأمريكي ونزعاته ، وبخاصة الروحية والتأملية .

4 - تطلعهم إلى وطنهم الأول ، وحنينهم إليه و إلى ذكرياتهم فيه ، يقول " شكر الله الجر" متغنيا بشجر الأرز وسفح لبنان:
حبذا "الأرز" في الذرا يتهادى كللت أنجم السماء هضابه.

5 - تطلعهم إلى القيم والمثل العليا التي عاشوا فيها في الشرق وروحانيته ، ولم يجدوها في الغرب بسبب الحضارة الصناعية ، وما لمسوه من تعصب عرقي ، ولوني جعلهم يعانون القلق ، والحيرة ويفرون إلى الطبيعة يقول إيليا أبو ماضي :
نسىَ الطينُ ساعةً أنه طينٌ حقيرٌ فصالَ تيهاً وعرْبَدْ
وكسَا الخزُّ جـسْمَهُ فتبَاهى وحوَى المالَ كيسُه فتمرَّدْ

س4 : ما خصائص أدب المهاجر من حيث المضمون والموضوعات ؟
جـ : خصائص أدب المهاجر: من حيث المضمون والموضوعات:
1 - النزعة الإنسانية : حيث البحث عن مجتمع أفضل تسوده المبادئ والمثل العليا ، وجعلوا شعرهم معبرا عن هذا الاتجاه يقول إيليا :
إن نفساً لم يشرق الحـب فيها هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت إلي نفسي و بالحــب قد عرفت الله

2 - المشاركة الوجدانية : التي تقوم على استبطان الشاعر لنفسه وتعمقه في فهم أسرارها يقول إيليا :
أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ
لي ذاتٌ غيرَ أنى لسْتُ أدري ماهِيَهْ
فمتى تعرفُ ذاتِي كُنْه ذاتِي ؟
لستُ أدرِي !!
3 - التأمل في حقائق الكون والحياة والموت يقول ميخائيل نعيمة :
و عندما المـوت يدنو و اللحــد يَفْغَرُ فاهْ
أغمِضْ جـفونَك تُبْصِرْ في اللحدِ مَهْدَ الحياةْ

4 - الحيرة والقلق كما في قصيدة جبران" البلاد المحجوبة" ومنها:
أسرابٌ أنتِ أم أنتِ الأمَلْ في نفوسِ تتمنَّى المستحِيلْ؟
أمنامٌ يتهادَى في القلوبْ فإذا ما استيقَظَتْ ولَّى المنامْ؟

5 - النزعة الروحية ، فلجئوا إلى الله بالشكوى: فدعوا إلى المحبة و الأخوة الإنسانية يقول نسيب عريضة:
و إذا شـئتَ أن تسـيرَ وحـيدًا و إذا ما اعـــترَتْك منِّي مَلالهْ
فامْضِ لكنْ ســـتَسْمعُ صوتي صارخًا "يا أخِي" يؤدِّي الرسالةْ
و سـيأتيِك أينَ كنتَ صَدَى حُـــــــبِّي فتَدْرِى جـــمالَه وجَـلاَلهْ

س5 : علل: ظهور النزعة الروحية في أدب شعراء المهجر.
جـ : نشأت النزعة الروحية بسبب استغراقهم في التأمل وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في المجتمعات الشرقية ، والقيم المادية في المجتمعات الغربية مما جعلهم يلجئون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة ويؤمنون بالأخوة الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .

س6 : التفاؤل من سمات أدب المهاجر مع أن فيه كثيراً من شكوى الحياة.. فكيف تبرر ذلك؟
جـ : شعراء المهاجر واجهوا متاعب الرزق ومشقات العمل حتى حصلوا على الثروة التي هاجروا من أجلها ، ورأوا ألوانا من الغدر والصراع جعلتهم يكثرون من شكوى الحياة ، لكنها شكوى الثائر المتمرد ، لا شكوى اليائس المستسلم ، ولم تملأ الشكوى نفوسهم بالحزن واليأس ، بل دفعتهم إلى النجاح والإقدام .

6 - الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها ، وتجسيدها وجعلها حية متحركة في صورهم يقول شكر الله الجر :
رتِّلي يا طيرُ ألحانكِ في هذى السفوحْ
هو ذا الليلُ وقدْ أهرمَ يمشِى كالكَسِيحْ

7 - الحنين الجارف إلى الوطن العربي بعد شعورهم بالغربة : يقول " نعمة قازان" :
غريبٌ أراني على ضفَّة كأني غيري على ضِفَّتي
فحتَّى السَّواقي إذا نَغَّمتْ كأن السَّـواقي بلا نَغْمةِ
فلا لا أحِبُّ سِوَى قريتِي و لا لا أريدُ سوَى أُمَّتِي

8 - معايشتهم أحداث الوطن الأم حبًا له وخوفا عليه: فصاغوا شعرا قوميا يقول " رشيد سليم الخوري" :
زعَم الأغرارُ أني شـــاعرٌ ضيقُ الآفاق محدودُ الحدُود
وســــتَبْلى وطنيَّاتي التِي رَفَلتْ منها البوادِي في بُرودِ
والتي يَحْسُد هُدَّابُ الضحَا خيطَها المنسولَ من حبْل وريدِي
فغدَا استقلالُ قومي شُهــرتِي وأغاريدي وشعري وخلودي

9 - السماحة الدينية وعدم التعصب يقول رشيد أيوب :
أُصلِّى لموسَى وأعشقُ عيسَى وأتْلو السَّلامَ على أَحْمَد

س7 : ما خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري ؟
جـ : خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري :
1 - المغالاة في التجديد وبخاصة شعراء الشمال مما أوقعهم في الخروج على قواعد اللغة وقد أشار إلياس قنصل في كتابه " أصنام الأدب " إلى ركاكة الأسلوب والعثرات اللغوية والخروج على العروض .
وسبب ذلك :
بعدهم عن موطن الثقافة العربية الأصيلة.
الرغبة الشديدة في التجديد.
س8 : غالى أدباء "الرابطة القلمية " في أمريكا الشمالية في شعرهم ، فبعدوا في بعض هذا الشعر عن الأصول العربية .
إلي أي مدى توافق علي هذا الرأي ؟ وماذا كان أثر ذلك في شعرهم ؟ وما العوامل التي أدت إلي تلك المغالاة في رأيك ؟
جـ : لم يراع بعضهم الدقة اللغوية ، وذلك يؤثر في فصاحة شعرهم ، وقد جاءهم هذا الخطأ من بعدهم عن وطنهم الأصلي ، ورغبتهم في التحرر ، حتى أدى ذلك إلى تحررهم من قواعد اللغة .. ومن ذلك قول جبران مستعملا كلمة " شقيق" بدلا من شقائق النعمان :
ما عسى يرجو نبات يختلف زهره عن كل ورد وشقيق

2 - اهتمامهم بالنثر: فقد كان حظ أدباء الشمال في النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب ، فيكاد أدب الجنوب يقتصر على الشعر. ومن ذلك كتب " جبران خليل جبران " النثرية ذات الطابع الرومانسي: " عرائس المروج - الأجنحة المتكسرة - دمعة وابتسامة" كما كتب " ميخائيل نعيمة" كتابه النقدي " الغربال" نثرا.

3 - ميلهم إلى الرمز: ومعناه أن نتخذ من الأشياء الحسية رموزا لمعنويات خفية كما في قصيدة " التينة الحمقاء" لإيليا رمزا لمن يبخل بخيره على الناس ، فيضيقون به ولا يكون له وجود بينهم ، مثل التينة التي بخلت بظلها وثمرها على من حولها فقطعها صاحبها وأحرقها فيقول إيليا:
عاد الربيعُ إلى الدُّنيا بموكـــبِه فازينتْ واكتسَتْ بالسُّندسِ الشجرُ
وظلتِ التينةُ الحــــمقاءُ عاريةً كأنها وتِدٌ في الأرِض أو حَــجرُ
و لم يُطِقْ صـاحبُ البستانِ رُؤيتَها فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تسـتعرُ
من لَيْسَ يسخُو بما تسخُو الحياةُ به فإنه أحـــمقُ بالحِرْصِ ينتحِرُ

س9 : ما الدوافع التي أدت إلي غلبة الرمز في شعر أدباء المهاجر ؟
جـ : الدوافع التي أدت إلى غلبة الرمز في شعر أدباء المهاجر بعضها دوافع نفسية للتعبير عن المراد بطريقة ناعمة ، لا تجرح الشعور ، وبعضها دوافع اجتماعية كالحرص على قوة العلاقة مع الآخرين أو الخوف من المعارضة القوية للصراحة ، وبعضها فني للرغبة في الأسلوب القصصي الذي يجذب القارئ ويربطه بالنص .

4 - التمسك بالوحدة العضوية ليس في القصيدة فقط ، بل حرصوا على الوحدة العضوية في الديوان مثل " همس الجفون" لميخائيل نعيمة ، و" الخمائل - والجداول" لإيليا أبو ماضي .

5 - الاهتمام بالصور الشعرية ، وخطوطها الفنية من الصوت واللون والحركة فرسموا بالكلمات صورا تفوق ما يرسمه الرسام بريشته ، أو يشكله المثال أو يعزفه الموسيقى وكان للطبيعة نصيب كبير من هذه الصور.

6 - التحرر من قيود الوزن والقافية فجددوا في قالب القصيدة واتبعوا نظام المقطوعة ، وشعر التفعيلة المتحرر من الوزن والقافية ، اكتفاء بالتفعيلة كما يقول نسيب عريضة في قصيدة (النهاية) ثائرا على الشعب الذي يرضى الذل:
كفِّنُوه
وادْفِِنُوه
أسْكُنوه
هُوَّة اللَّحدِ العميق
واذهَبُوا ، لا تَنْدُبوه ، فهو شَعْبٌ
مَيِّتٌ ليسَ يُفيقْ
وبعضهم اتجه إلى الشعر المنثور أمثال جبران وأمين الريحاني .

7 - الميل إلى اللغة الحية والسهولة والوضوح في الأساليب ، والتراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب .

8 - اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير مما يساعد على تحليل المواقف الشعورية والعواطف الإنسانية ، ومن تجسيد للمعاني ، ومن هنا كانت " القصة الشعرية" لونا من ألوان البلاغة الجديدة في الأداء الشعري عند أدباء المهاجر ، ومن هذه القصائد " الشاعر والأمة - والشاعر - والملك الحائر" وبعضهم تنوعت قصصه بين النثر والشعر مثل جبران ، فمن قصصه النثرية " وردة الهاني" و" البنفسجة الطموح" . ومن القصائد المطولة التي تشبه الملاحم مطولة: " على طريق إرم" لنسيب عريضة في الصراع بين العقل والقلب على قيادة النفس ، ومطولة: " الطلاسم" لإيليا في البحث عن الحقيقة ومطولة: " على بساط الريح - وشعلة العذاب" وهما لفوزي معلوف.

س10: فيم تختلف مدرسة المهاجر عن بقية مدارس الشعر الرومانسي ؟
جـ : مدرسة المهاجر كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر باتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل ، والشعر المنثور وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن ، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى التأثر المتمرد لا اليائس المستسلم
Salah
Salah
مدير المنتدى
مدير المنتدى

ذكر

عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 70

http://afaqbouz.societyforum.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى